معنى دون أن تعني بالنسق القصصي، وما يسمونه بالحبكة الفنية، ومن ثم جاءت قصتها كما تقول هي: سلسلة حبائل كلها أقاصيص عجيبة، ولدتها قصة واحدة غريبة غامضة، فيها شئ من خلل السرد، وترتيب الوقائع، وكانت في حلّ (العقدة) قاسية، عفا الله عنها! فقد أغرقت تجارة وطوحت بعائلة كريمة في مهاوي الفقر والحاجة لأجل أن تصل إلى رجلها الذي رأت في الاتصال به اطمئنان النفس، وبهجة القلب، ويقظة الروح، على أنه لا يمت لأسرتها بصلة القومية كما تقول
وفي القصة ما أحب أن أنبه إليه الآنسة المهذبة، ولولا الرفق لحاسبتها عليه الحساب العسير، وهو الاستهانة في الأسلوب بحق اللغة وهو حق تجب مراعاته وإن تبجح في ذلك المتبجحون، ثم حق القوة البلاغية وهو أيضاً حق يجب العناية به لا للإفهام فحسب بل للتأثير الذي هو مهمة الفنان وغايته، ثم تلك الأخطاء المطبعية الشائعة التي إذا احتملها ذوق الرجل الجبار فلن يتحملها ذوق المرأة الدقيق الذي يغرم بالأناقة ويفنى في روعة التنسيق؛ وأخيراً بعض هفوات فاتت على فطنة الأديبة اليقظة، فما كان يصح مثلاً أن تصف الأعرابي بلبس حذاء لا يلبسه غير سراة العرب، ثم تعود إلى وصفه بعد صفحات فتصف حذاءه بأنه لا يلائم الرجل العادي على الأقل، وبعد هذا كله لا يصح من الآنسة الشاعرة أن تستهين في أناشيدها بعروض الشعر، ولعلها تهتم فتتلافى كل هذا في الطبعة الثانية للرواية، فإن في تلافيه الجمال والكمال
- ٢ -
أما القصة الثانية فقصة مسرحية تقوم على حقيقة من حقائق التاريخ المصري القديم، وضعها مؤلفها الفاضل وهو في معزل على حافة الصحراء في جنوب القاهرة حيث امتلأت رأسه من صور الأجيال القديمة وأطيافها، وازدحمت عيناه بعبرات الجيل الحاضر وآلامه، فطالع التاريخ لهذه القصة ووضع صورتها التخطيطية الأولى، وعرف أبطالها وحلم بهم. ويا لنفس الفنان إذا اهتاجتها ذكريات الماضي وعبرات الحاضر! إنها تحترق في فكرتها، وتذوب في فنها فتأتي بكل ما فيه الروعة والجمال. . .
وتاريخ هذه القصة يرجع إلى عهد الملك إخناتون، وقد كان لهذا الملك مذهب ديني يدعو إلى عبادة قرص الشمس متمثلاً فيه جميع الآلهة، وقد كان متعصباً لمذهبه هذا تعصباً