والذال والجيم والحاء والخاء، وعولوا على التقط في الفرق بينها، فكان ذلك سبباً للتصحيف الواقع في الكلام. ولو جعلوا لكل حرف صورة لا تشبه صورة صاحبه كما فعل سائر الأمم، لكان أوضح للمعاني وأقل للالتباس والتصحيف. ولذلك صار التصحيف في اللسان العربي أكثر منه في سائر الألسنة. . .)
قلت: أصاب ابن السيد في بعض ما قال، وأشط في بعض و (ألقى الشيطان في أمنيته. . .). وإن الإعجام ولا سيما في التنقيط، والعمل بأقوال أئمة في الإملاء مسهلة، وعلامات الترقيم، وشيئاً من التيسير لا يضير. . . في كل ذلك مرغب البطليوسي وأمثاله في هذا العصر من مستصعبي الحروف العربية واكثر من مطلوبهم. والحروف العربية والحروف الفرنجية كلها من جنس واحد، كما ذكر ذلك في (الرسالة) رقم ٢٢٦ ص ١٧٨١. وليست المشكلة ولا البلية في الحرف، ولكن في الانحراف. . .
٤٦ - (ص ٣٦٠):
الوحي بين بني البنات وبينكم ... قَطع الخصامَ فلات حين خصام
قلت: قطع الخصام، والجملة خبر الوحي، وهذا ما يعنيه الشاعر المستجدي، وإن كان لذاك الشكل وجه. والبيت في قصيدة من أشهر قصائد (التملق) وفحواها أن الله أعطى العباسيين لا العلويين الفاطميين (إمامة) المسلمين وسياسة دنياهم كيف؟ ولماذا؟
مروان بن أبي حفصة لا يسأل عن هذا (الإنطاء)، ولا يدري لماذا؟
لا يبحث عن كيفية ولا سببية، ولا يهمه عباسية ولا علوية، و (بيت القصيدة) عنده هو تلك المنقوشة المسجدية واللينية
(وعلى المنقوش داروا)
وفي (الإسلام الصحيح) القول الحق الصريح في الإمامة وفي أمور ذات بال.
٤٧ - (ص ١٥٨): قال عيسى بن موسى: لما وجهني المنصور إلى المدينة لمحاربة بني عبد الله بن الحسن. . .
قلت في طبعات العقد السابقة: لمحاربة عبد الله بن الحسن، وفي هذا القول خطأ، فزاد محققو الكتاب محسنين الكلمة (بني) وزيادة (ابني) أوفق؛ فالثائرون هما: محمد (النفس الزكية) وأخوه إبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن.