قال أبو الوليد بن رشد الأندلسي في تلخيص كتاب أرسطو في الشعر ما نصه: والمحاكاة في الأقاويل الشعرية تكون من قبل ثلاثة أشياء: من قبل النغم المتفقة، ومن قبل الوزن، ومن قبل التشبيه نفسه. وهذه قد يوحد كل واحد منها مفردا عن صاحبه مثل وجود النغم في المزامير، والوزن في الرقص، والمحاكاة في اللفظ: أعني الأقاويل المخيلة غير الموزونة. وقد تجتمع هذه الثلاثة بأسرها مثل ما يوجد عندنا في النوع الذي يسمى الموشحات والأزجال وهي الأشعار التي استنبطها في هذا اللسان أهل هذه الجزيرة إذ كانت الأشعار الطبيعية هي ما جمعت الأمرين جميعا؛ فالصناعة المخيلة أو التي تفعل فعل التخييل، ثلاثة. . صناعة اللحن. والوزن وعمل الأقاويل المحاكية. ومن أبدع فنون الموشحات كتاب المديحات لعبد المنعم عمر بن حسان الغساني الأندلسي الجلياني ألفه سنة ٥٦٩هـ ويوجد في المكتبة الخالدية في القدس الشريف، وكتاب جيش التوشح للسان الدين بن الخطيب، وعقود اللآل في الموشحات والأزجال، لشمس الدين النواحي، لدار الطراز في عمل الموشحات لابن سناء الملك، والدر المكنون في سبعة فنون لمحمد أحمد بن إياس الحنفي، وحاوي الفنون وسلوة المحزون لابن الطحان وغيرها من المؤلفات القديمة القيمة. هذه كلمة موجزة عن تاريخ الموشح وعمله كتبها خدمة الشعر والموسيقى ليكونوا على علم بأصول الموشح وتاريخه لارتباطه الوثيق بفن الموسيقى والغناء