نظمه وآدابه وقيمه توصلا إلىإقامة مملكة يهودية أوتقرا طية لحكم العالم جميعاً يجلس على عرشها ملك من نسل داود.
وكانت النصوص التي نقلها الأستاذ الحداد خلال مقالاته كثيرة، وكانت تمهيداته لها وتعليقاته عليها كثيرة أيضا جليلة المنفعة، عظيمة الطرافة لدى قراء العربية.
وقد كانت أحد الأسباب المباشرة التي حملتني على ترجمة الكتاب كله إلىالعربية تمدها أسباب كثيرة مباشرة وغير مباشرة حفزتني على ترجمته، فلما أطلعت أستاذي الكبير الزيات على رغبتي في نشر الترجمة تحقيقاً للغرض الذي أنشده وهو تعريف قومي بما يدبر إليه ود من مؤامرات لتخريب العالم وبخاصة بعد أن صاروا إلىجوارنا يتهددوننا بطرق مباشرة وغير مباشرة - لما أطلعته على ذلك قبل مشكوراً نشر ما تيسر منها على صفحات مجلته الزاهرة.
وأما بعد فهذه البروتوكولات منشورة أمام القراء وأني لأرجو أن يتبينوا آثار خططها في سياسات العالم جميعاً، وأن يميزوا شواهدها فيما مر، وما يمر، عليهم من أحداث، وفيمن يصادفهم من صنائعها، وكثير ما هم بين الرجال والنساء.
وألفت النظر إلىأن كل محاولة لتلخيص البروتوكولات محاولة بتراء تضل أكثر مما تهدي، وأنه لمن الخير أن نقرأها جميعاً، فكل فقرة بل فصل فيها لا يدل على أكثر مما فيه لا على ما في المواثيق كلها، ولا على خلاصتها، وهي أحوج ما تكون إلىدرسها وتوضيح شواهدها فيمن يمرون علينا وما يمر علينا، وتعرف اتجاهاتها بدقة وسداد. وهي تدل على خطة واسعة شاملة تتضمن آلاف الخطط في كل نشاط بشري لتخريب العالم.
وهي تدل على معرفة صحيحة بالمجتمع البشري وما فيه من ضعف، ووسائل استغلال كل قوة وضعف فيه، ولا تنحرف إلا عندما يعميها الغرض فتفوتها أشياء تجري تحت عينيها، ولولا إغراضها لما خفيت على ذكائها النفاذ وملاحظتها الدقيقة، وهي من أجل ذلك تدرك من المعرفة شيئاً صحيحاً وتفوتها أشياء، ويصدق عليها قول أبي نؤاس الشاعر في النظام الفيلسوف المتكلم.
(فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ... حفظت شيئا وغابت عنك أشياء).
وهي تعنى أكثر ما تعنى بتبين نواحي الضعف البشري، وتعمل على استغلاله إلىأقصى