ذلك بعض ما في مقال ع. ص من التلبيس. وأما الذي يشينه من ألوان العنت فمتلاحق في مناقشته المغتصبة، وسأختصر الكلام قانعاً بضرب مثلين اثنين:
يقول ع. ص - رجاءَ أن يفلت من تنبيهي على اضطراب الترقيم - ما حرفه:(ولم يدر (يعنيني) أنّ هذا الترقيم إنما يمليه الذوق وحده، ولا يرجع وضعه إلى قواعد ثابتة إلا في رسم العلامات). فمن هنا يتبين لي أَن الرجل من الهاجمين على فن الإنشاء. ولا أريد أن انقلب إلى علامات الوقف والتمهل في أدبنا القديم، خشية الإطالة. ولكني اخبر ع. ص. أَن فن الترقيم (يرجع وضعه إلى قواعد ثابتة) في اللغات الإفرنجية. فليستعن بأحد إخوانه على تفهم (باب الترقيم) في كتاب لقواعد الفرنسية، في كتاب المختصر مثلاً (والباب في أربع صفحات، ثلاثة أرباع واحدة منها للعلامات التي يعنيها هو، نحو علامة التعجب؛ والباقي للترقيم من نقطة وفصلة أو شولة وغير ذلك). وأما الترقيم المستحدث في العربية فقد استعرناه من قواعد اللغات الإفرنجية محاكاةً لها. أني أُثبت هذا وبين يديّ رسالة أمضتها وزارة المعارف العمومية، عنوانها:(حروف التاج وعلامات الترقيم، ومواضع استعمالها)(المطبعة الأميرية ١٩٣١) فهذه تسع سنوات يسير التلاميذ في فن الإنشاء على منهج قويم ليس للأستاذ الكاتب ع. ص. علم به
بقى أن ع. ص ظَنَّ أنه ظفر بالمقتل حين قال: إن لي نحواً جديداً إذ أثبتَّ كلمة (كذا) في تضاعيف قول التوحيدي: (وأما قولهم: هذا شي خلق، فهو مضَّمن معنَييْن (كذا): أحدهما يُشار به إلى أن مادته بالية (والصواب كما في الأصل: سايلة)، والآخر أن نهاية زمانه قريبة). ألا ترى كيف يتقوَّل عليّ ع. ص ما لم أقله إذ يزعم من الطريق التخمين أني (حسبت) كلمة (معنيين) من الغلط النحوي، وأن صوابها عندي:(معنيان)، فيتشبث لأجل ذلك بورود كلمة (كذا). ياله من غريق يتشبث بالموج الهازئ! فهل له أن يسأل أهل الذكر عن موقع كلمة (كذا) في ذلك الموطن فيخبروه أنها ليست للتخطئة كما وهم، ولكنها لتأكيد حكم المؤلف وتنبيه القارئ إلى التقسيم الذي يليه. وليرجع ع. ص. هاهنا إلى (كتاب الصناعتين) لأبي هلال العسكري (الآستانة ١٣٢٠ص٢٦٧، ٢٧٠) لعله يدرك أن من التقسيم الفاسد أن يدخل أحد القسمين في الآخر. وفي عبارة التوحيدي تقسيم، دليله حكمه: