للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العرب والبدوي من هذه الناحية. إن إلحاح البدوي في طلب حقه غريب، ولكنك إذا ما التجأت إلى كرمه كقولك أعفني يا أخا فلانة - فأنه يتنازل عن دَينه. ولعلنا لم ننس قصة هيرودس مع ابنة شالوم التي طلبت أمنية أجابها إليها قبل أن يعرف ما هي تلك الأمنية، وقد كانت رأس يوحنا المعمدان وقد كان هيرودس في شرق الأردن.

الخلاصة

ولكي نجمع ما سبق نقول بأن الفروسية هي نظام حياة البدوي اليومي وأهم مميزاته:

١ - تمجيد الحرب المبني على أساس طلب العلى والقيام بأعمال البطولة لا بكسب المعركة والحرب.

٢ - احترام يشوبه الغزل للمرأة المفروض فيها الأنوثة الكاملة والمتممة للرجل مع عدم مساواتها له. والنظر إليها كتسلية للرجل والحكم على أعماله.

٣ - الكرم ومساعدة الضعيف لأن هذه الصفات فرصة للقيام بأعمال غريبة تثير الإعجاب وتقرب من الخيال.

٤ - وكنتيجة لهذه الصفات نشأت عادة التنافس بين الفرسان حتى أدى ذلك إلى نزاع داخلي في القبيلة.

٥ - عدم الاهتمام بالمجتمع لتطلبهم المجد الشخصي.

٦ - الفقر الدائم مع احتقار حياة العمل الشاق والبخل وبعكس هذا تجد أن الصفات المميزة للحضر هي:

١ - كره الحرب والدفاع بشدة إذا ما هوجم. همه الأول ربح المعركة دون الاهتمام بالطريقة، شريفة كانت أو غير شريفة.

٢ - تطبيق النظرية القائلة بعمل الكل لأجل المجتمع.

٣ - عدم الاهتمام بالمرأة وتكليفها بالأعمال الشاقة والنظر إليها كمصنع للأولاد ووسيلة للربح. وقد ترتفع منزلتها عند الحضر فتصبح مساوية للرجل ولكن ليست المتممة له

٤ - نظرة الإعجاب إلى العمل الشاق المتواصل والعطش الشديد إلى جمع الثروة. ولهذا أرى أن نبعد عن أذهاننا نحن الأوربيين المعنى الخيالي الغرامي الذي يصوره لنا خيالنا عن كلمة الفروسية، لأن الفروسية هي النظام الخاص لحياة البداوة الذي يميزها عن حياة

<<  <  ج:
ص:  >  >>