الأستاذ توفيق الحكيم فكتب يرجو الدكتور طه أن يعد الكتابة في تقوية الروح الوطني من الأدب الرفيع، لأنها على كل حال مما يدعو إليه الواجب في هذه الظروف!
أولئك كتّابنا الأماجد، وهم قومٌ يمزحون في غير أوقات المزاح!
فالأستاذ أحمد أمين في يده مجلة أسبوعية وكان يقدر على معالجة تلك الشؤون منذ اليوم الذي نعب فيه نفير الحرب، وقد كان مفهوماً أن الحرب لن تترك مصر بلا إيذاء، فما الذي قهره على السكوت إلى اليوم، إلا أن يكون تذكر فجأة أن الدنيا فيها أشياء غير الحديث عن أدب المعدة وأدب الروح
وأحمد أمين الغيور على الريف هو نفسه أحمد أمين الذي صرح في إحدى مقالاته بأن الموت بالقنابل في القاهرة أفضل من الموت بالميكروبات في الريف، وذلك إيحاءٌ أثيمٌ سيَلقى عليه (أطيب الجزاء) بعد حين
أفي الحق أن الريف ليس فيه غير الميكروبات، وكيف أمكن إذاً أن تعيش كل تلك الخلائق في الريف؟ وكيف عاش آباؤنا وأجدادنا جميع تلك العصور الطوال؟
تلك وسوسة سخيفة لا تبلبل غير المتحذلقين. ولو أنصف أحمد أمين نفسه وقلمه لقال إننا فرطنا كثيراً في حق الريف، ومن الواجب أن ننتهز هذه الفرصة لنرجع إليه بالتحسين والتجميل، عساه ينسينا ما تعودناه من القرار الراكد في الحواضر أيام الصيف
والدكتور طه حسين أمره عَجَب: فهو يدَّعي أن الرقابة لا تسمح له بشيء، ويدافع عن كسله بأن البرلمان يلجأ في بعض الأحايين إلى عقد جلسات سرية، فمن حقه أن ينتظر إلى أن تنتهي الحرب ويستطيع الكتاب أن يقولوا ما يشاءون!
ومن الذي يضطر الدكتور طه إلى الوقوف عند درس المسائل التي لا يعرض لمثلها البرلمان إلا في جلسات سرية؟
أتكون كل مشكلاتنا القومية من اقتصادية واجتماعية وسياسية مشكلات لا يتحدث عنها الناس إلا في الخفاء؟
أيؤمن الدكتور طه بأن من المحرَّم عليه أن يتحدَّث في الشؤون التي تصور مستقبلنا بين أمم الشرق وأمم الغرب؟
أيعتقد أن الحديث عما نفترض لمصر من المصاير الاجتماعية والاقتصادية بعد الحرب أمر