وطالما تولدت الأزمات المشابهة في كثير من الأفلام، ومن ذلك أن شركة برامونت قد أخرجت فلماً عرض باسم (مات الجنرال في الفجر) وفيه تحقير للشعب الصيني. فما أن علمت الحكومة الصينية بأمر هذا الفلم حتى بعثت للشركة إنذاراً بسحب هذا الفلم من جميع أسواق العالم وإلا تحرم الحكومة الصينية عرض أي فلم في المستقبل من إنتاج شركة برامونت. وقد انصاعت الشركة للأمر لأنها لا تستطيع أن تضحي بسوق كبيرة مثل الصين. وقد أخرجت نفس الشركة قبل ذلك فلماً آخر يسئ إلى أسبانيا بعنوان (الشيطان امرأة) مثلته مارلين ديتريش وشهده الجمهور المصري فمنع عرض هذا الفلم بأسبانيا وأرسلت حكومتها احتجاجاً قابلته الشركة بالاعتذار والأسف
وهناك حكومات يقظة تتنبه إلى الأمور قبل وقوعها، ومثل ذلك ما فعلته الحكومة التركية مع شركة مترو إذ أعلنت هذه أن من مشروعاتها الكبيرة إخراج فلم بعنوان (أيام موسى داغ الأربعون) وفي تصوير هذا التاريخ ما يجرح الشعور التركي، فلما علمت الحكومة التركية بنية الشركة نصحتها بالعدول عن المشروع واستجابت الشركة فعلا للنصيحة ودفن المشروع
وقد كانت شركة (فوكس - القرن العشرون) قد انتوت إخراج سلسلة من الأفلام الشرطية على غرار أفلام (شارلي شان) الشرطي الصيني لبطل ياباني للأفلام الجديدة اسمه (موتو) وقد أخرجت الشركة بالفعل أول هذه الأفلام ولم يعرض في بلادنا بعد، ومثل الشرطي الياباني الممثل المعروف بيترلور. وقد طلبت الحكومة اليابانية بعد إخراج هذا الفلم من الشركة المذكورة أن تطلعها على موضوع كل فلم من هذا النوع للموافقة عليه قبل البدء في إخراجه. وقد أدى هذا التدخل إلى وقف سلسلة مستر موتو
الرأي الذي نخرج به أخيراً أن السينما كأي فن يجب أن يقوم على الحقائق. فإذا أهملت الحقيقة عن غير عمد فيجب على الأقل ألا يهمل الذوق. فإذا لم يراع هذا أو ذلك فقد فقدت السينما وظيفتها وفائدتها وأصبحت شيئاً يستحق المصادرة والمحاربة