أجل: أن في اليوم الذي نرجع فيه كل ما في الكون من مادة حية وأخرى عديمة الحياة من إنسان وحيوان ونبات وجماد، من كل مظاهر الضوء والمادة والكهرباء بل والقوى، إلى حوادث زمنية مكانية - يلعب على مسرحها عدد قليل من المكونات التي يغلب على ظني أنها لا تتعدى الإلكترون والبوزيتون والفوتون والنيترون نكون قد سرنا بالعلوم إلى لأقصى الدرجات وبالفلسفة إلى أعلى المراتب بحيث يصبح كل ما نراه ونسمعه ونشعر به، وكل ما يخطر على بالنا ويجول بأنفسنا يجد تفسيراً مادياً في اختلاف موضعي وزمني لهذه المكونات وما يتفرع منها
عندئذ نكون قد فهمنا من الكون أكثر مما نفهمه اليوم. ولو أننا وُفقنا بعد ذلك إلى التغلغل في معرفة حقيقة الزمن والحيز فإن التقدم عند ذلك يفوق كل قدر
لا شك أن ليبنز وبيران وغيرهما خطوا بنا في هذا السبيل. لقد أردت أن أتحدث إلى القارئ عن نتائج فلسفة ليبنز فأحدثه عن عمل (ماير) و (بولتزمان) ولكن تجارب كوتون وموتون الإيجابية وأسئلة القراء التي تكرموا بتوجيهها إلينا والرد عليها بذكر تلك التجارب التي تعد آية في العلم التجريبي طغت على كل تفكير، لذلك آخذ العدة لمل فاتني في مقال آخر.
محمد محمود غالي
دكتوراه الدولة في العلوم الطبيعية من السوربون
ليسانس العلوم التعليمية. ليسانس العلوم الحرة. دبلوم