العموميين أيضاً من يفعل مثل هذا إذ تطيب له بعض الموضوعات فينطلق قلمه بأحسن ما يكتب. . . وهناك نوع ثالث بين المصورين له اتجاه خاص، فهو لا يصور كل شئ، وإنما يصور ما يروقه فقط، وإنما تنجذب نفسه إلى معان خاصة يرتاح لها، ومن هذه المعاني ما قد يُسعد ومنها ما قد يغذي الألم في نفس الفنان ويسقيه، وهؤلاء المصورون يشبهون كل فنان من أولئك الذين يمتاز الواحد منهم بطابعه الخاص وبلونه النفساني. . . وفي هؤلاء المصورين جميعاً الصادقون، وفيهم الكاذبون، وفيهم الهادئون، وفيهم المتكلفون وفيهم الجادون، وفيهم الساخرون. . . وللتصوير الشمسي بعد ذلك عالم كما أنه لكل فن عالم، وفي عالم التصوير الشمسي تجار يبيعون ويشترون، وفيه سماسرة يروجون، وفيه ناس طيبون يستهلكون، وفيه أدعياء يتحككون بالفن ويقتنون الصور، ويتأنقون في صنع (براويزها) وهم أبعد ما يكونون عن الفن، أبعد ما يكونون. . .
- كأني بك تريد أن تقول شيئاً في نفسك ولكنك تمسكه
- وهل خلًّيت شيئاً لم أقله؟ إلا أني معجب برئيس مجلس شيوخنا الذي يهتم كثيراً بالفنون الجميلة، وبهذه الروح الطيبة التي يرعى بها الفن كل من المسيو مارسيل فنسينو رئيس البنك العقاري المصري، ورينيه قطاوي بك مدير شركة وادي كوم امبو ويوسف قطاوى باشا الوزير السابق، والدكتور على باشا إبراهيم، وحافظ عفيفيي باشا، وسعادة محمد طاهر باشا رئيس لجنة الرياضة الأهلية، وفؤاد أباظة باشا المدير العام للجمعية الزراعية الملكية والمسيو نوس مدير شركة السكر، والمسيو ريشارد موصيري الوكيل المفوض لبنك يوسف نسيم موصيري (أولاده وشركاهم)، وسائر أولئك النبلاء الذين يعطفون على الفن. . . ليس في نفسي إلا أن أنتهز هذه الفرصة لأشكر فيها هؤلاء الرجال الكبار باسم الفن. فهم من غير شك يضحون كثيراً من وقتهم الغالي، والغالي حقاً في سبيل التهذيب الروحي يرقون عن طريقه بأبناء هذه البلاد.
- هل تعرف أن هؤلاء لو اهتموا بالفنانين الذين تؤثر فنونهم في الشعب تأثيراً قوياً لأجدوا على بلادهم خير جدوى. ولازدهر الأدب والتمثيل والموسيقى و. . .
- الله حبب هؤلاء في التصوير الشمسي، وللفنون التي تتحدثين عنها قضاء آخر عند الله هو مقدِّرُه، فاشكري الله على ما قُسم. . واسكتي الآن فقد وصلنا. . .