- الله. . . تعال هنا. . . عند (٤١) إنها فتاة حلوة رائعة، أليس كذلك. . .
- من غير شك. . . و (٢٨) أيضاً رائعة. . . وأظنك ترين الفرق واضحاً بين هذه وتلك. . (٤١) فتاة مليحة اعجب بها مصورها (عزام جمال)، ولا ريب أنه شاب عذب القلب فيه كثير من أخلاق الصبيان. . . و (٢٨) شاب في أواخر الشباب أعجبت به مصورته (آسيا)، وهي لا ريب فتاة عاتية، فإذا كانت رجلاً متنكراً باسم مؤنث، فهو رجل فيه رحمة وفيه حنان ولين. . .
- وهل تعرف أنت (عزام جمال) و (آسيا) وتعرف أخلاقهما؟. . .
- لا يا روحي. . . وإنما نفساهما في هاتين الصورتين. . . فالذي اختار هذا الوجه الصبوح الضحوك المنبسط الذي لا تجاعيد فيه ولا حزون تصوره هذه الصورة، لا بد أن يكون من عشاق الصباحة والضحك والانبساط والصراحة والوضوح. . . وإلا فلماذا اختار هذا الوجه وصوره؟. . . أما (آسيا) فقد صورت هذا الشاب المتكسر الشباب الذي يطل الشقاء من إحدى عينيه ويطل الصبر من الأخرى، فلا بد أن تكون من اللواتي يستهويهن الشباب الموَلى واللواتي يطربن إذا رأين في عيون الناس صبراً وشقوة، وهذا لا تحبه إلا نفس الأنثى العاتية. فإذا طرب له رجل فبالرحمة يطرب له، وبالشفقة يستجيب إلى صبره، وبالتعزية يواسي شقاءه.
- ولم لا يكون الرجل قاسياً عاتياً هو أيضاً يحب أن يرى في عيون الناس الصبر والشقاء
- هذا لا يكون إلا في الرجال الجلادين، وأنا لا أظن أن الذي صور هذه الصورة هو (عشماوي) متنكراً باسم آسيا. من يدرى. . . تعال إلى (٣٨) هذه. . . امرأة تنظر من النافذة مهتمة متلهفة هذه الصورة روماني اسمه افرامسكو ويسمنها (انتظار)
- ليت هذا المصور ذاد هذه المرأة عن النافذة قبل أن يلتقط هذه الصورة. . . فقد كانت عندئذ تظهر صورة ساكنة لبيت ساكن. . .
- ولكنه يخيل إلى أنه هو الذي دعاها لتقف في النافذة هذه الوقفة، ولتطل هذه الإطلالة، ولتهتم هذا الاهتمام، ولتتلهف هذه اللهفة. . .
- وأنا يخيل إليّ هذا أيضاً، وهذا هو ما يفسد عليّ الاستمتاع بهذه الصورة، ذلك أن هذه السيدة عند ما أرادت أن تلبي دعوة هذا المصور لبتها بإخلاص شديد جداً له هو، فقد مطت