للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفسها في النافذة مطة ثعبانية، ثم نثرت في وجهها من علامات الاهتمام ما لا يمكن أن يبدو على وجه إنسان إلا إذا كان يرقب موكب الملائكة يوم الحشر، وتلهفت تلهفاً لا يمكن أن يتلهفه إنسان إلا إذا كان يرقب انشقاق السماء ليلة القدر حسبما يقولون ويروون. . . ومع أنها أدت هذه النوازع هذا الأداء المكبر، فإنها لم تستطع أن تخفي ما كان يجب عليها أن تخفيه وهو شعورها بأنها تعمل هذا كله كي يصورها الأستاذ أفرامسكو

- إذن فهذه صورة فاشلة. . .

- يؤلمني أن أقول هذا. . . ولكني أعتقد أن في هذا تعزية كبيرة للأستاذ أفرامسكو، فهو دليل صادق جداً على أن هذه الشابة مطاوعة له مخلصة لفكرته تود له من صميم قلبها أن ينجح. . . وهذا أمر من غير شك يرضيه. . .

- من يدري مرة أخرى. . . فلربما كان يريد أفرامسكو أن تفوز صورته بإعجابك وإعجاب غيرك من النقاد، ولو كان ثمن هذا الفوز روح هذه التي تقول إنها مخلصة. . . الست تعرف أصحاب الفن وسخفهم. . . من منهم جازي المخلصة إلا بكارثة. . .

- خذا موضوع آخر لا أوافقك فيه على رأيك هذا على الرغم من أن بعض الظواهر قد تؤيده. . . ولكن هذا ليس وقته. . . تعالى. . . سأختار أنا لك صورة. . .

- تعالى، انظري إلى هذه. . . (٣٨٨). . .

- انتظر لأرى من صاحبها. . . إنها من رسم سيدة أسمها مدام رايفون وهي من لندن، وقد سمت هذه الصورة (صورة). . فقط. . . وهي صاحبة (٣٨٩) أيضاً وقد سمتها (عيد). . .

- عظيم. . . وهل تعجبك (٣٨٩) هذه؟ فيها جمال حقاً ولكن (٣٨٨) أبدع، وهي من غير شك أبدع ما في هذا المعرض. . .

- ولكن لا يزال أمامنا جزء من المعرض لم نره لعل فيه ما هو أبدع من هذه الصورة

- قد يكون هناك ما يساويها. ولكن لا أعتقد أن هناك ما هو أبدع منها. . . فقد قالت المصورة في هذه الصورة كل ما يمكن أن يقال.

- ولكني أرى في هذه الصورة تكلفاً كالذي رأيته أنت في صورة التي تنظر من النافذة. . .

- خسئ ما ترين. . . أين هو التكلف؟. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>