(المتحف البريطاني؟!) ولكنها تكاد تجن لأنها لم تعتد زيارة هذه الأماكن الجدية. . . وتأتي أختها آن لزيارتها فيتركهما روس وينصرف. . . وتعجب آن لقذارة (الشقة) وتسأل أختها لم تسكن هي وزوجها في مثل هذا الحي الوضيع مع أنه قد أصبح أغنى رجل في إنجلترا؟ وتضحك نينا وتقول بل إنه أفقر رجل في إنجلترا لأنه أفلس وباع كل ما يملك ليسدد ديونه؟! وتدهش آن وتؤكد لها أن روس قد ربح أمس فقط من صفقة البن البرازيلي سبعة ملايين من الجنيهات، وأنه لا بد قد تعمد أن يلقنها هذا الدرس في الاقتصاد والتدبير المنزلي تعمدا. . . وتفطن نينا للسر فتثور وتذهب من فورها إلى روس في محل عمله الذي كان قد أخبرها أنه أغلقه فتجده غارقاً في أعمال لا حصر لها وتتأكد من صدق ما أخبرتها به آن. . . ويعود الجميع إلى قصرهم القديم حيث تجد نينا كل الخدم وكل الخير القديم كما كان. . . فتعاتب روس الذي يذهب بها إلى (دولاب) مجوهراتها فتجدها سليمة لم تبع!! ويعيشان عيشة راغدة جديدة ولكن عيشة كلها جد وعمل!!
وقد لمحنا أثر إبسن في أرنولد بنت واضحاً لأنه ذكر (عروس بيت) غير مرة في ثنايا الدرامة فكأنه كان يقول (أنا أتمم جهود إبسن!!)
أوجست سترندبرج
وما دمنا قد تحدثنا هذا الحديث عن إبسن النرويجي العظيم فلا بأس من إيراد شيء عن منافسه السويدي الكبير أوجست سترندبرج الذي كان يهزأ بتعاليم إبسن ويسخط على دفاعه عنها ويعتبر دراماته ضرباً من الجنون والحماقة يجب عرضه في مستشفيات المجاذيب بدل عرضه في المسارح. . والسر في كراهية سترندبرج للمرأة هو نفس السر الذي جعل الأديب اليوناني الكبير يوريبيدز ألد أعدائها منذ أربعة وعشرين قرنا، فلقد تزوج كل منهما وفشل في زواجه ثلاث مرات وكانت زوجاتهما هن اللائي طلبن الطلاق وعملن له حتى حصلن عليه، وبذا كانت نظرة كل من الأديبين الكبيرين للمرأة نظرة سوداء كلها شؤم وكلها موجدة، وقد وجد يوريبيدز من ينتقم منه للمرأة بعد موته وكان ذلك هو أرسطوفان الروائي الفكاهي الخبيث الذي وضع معظم دراماته في الطعن على يوريبيدز والتشهير به وبآرائه. أما سترندبرج فقد مات ولم يشعر به أحد، لأن إبسن كان يدعو إلى تحرير المرأة دعوة حارة صادقة استجابت لها أوربا بأسرها، وبدأ العالم كله يستجيب لها حتى في مجاهل