هناك فريق ثالث يقدر بنصف الذين يعالجون بهذه الطريقة لم يكن يحدث لهم أي تغيير في الحالة.
وشرع الأطباء بعد ذلك في دراسة هذه الطريقة على وجه أتم وتنظيم استعمالها. وكان من التجارب التي أجريت أن طياراً من (ميتز) اسمه (شوفان) نجح في شفاء حوالي مائة طفل في شتاء سنة ١٩٣٨ - ١٩٣٩ فكان من أوائل الذين استطاعوا الوصول إلى استنتاجات من ملاحظاتهم وتقرير طريقة عملية. فكان يصعد بالأطفال إلى ارتفاعات تتراوح بين ١٥٠٠ و ٣٥٠٠ متر وفاقا لأعمارهم.
وكان يصعد وينزل ببطء منعاً لإصابة الأطفال بأمراض الأذن التي تفسد فعل هذه الطريقة في العلاج. ولما كان النوم يغلب على الأطفال عندما يصلون إلى أقصى حد من الارتفاع فإنه كان يغطيهم لدرجة التدفئة. وعدا هذا فإنه كان يأمرهم بالغناء ليكون تنفسهم من الفم.
وفي سنة ١٩٤٥ أنشئ (مركز البيولوجيا) في مدينة الطيران. وعهد إليه بدراسة هذه الطريقة تحت إشراف الطبيين (روبير بالدي) و (ماكس ريشو). فأجريت عدة تجارب في الطائرات وانهالت الطلبات من عائلات الأطفال المصابين بالسعال الديكي. فخصصت وزارة الطيران إحدى طائراتها لهذا وهي الطائرة التي كان يستقلها (جورنج) وزير الطيران في الحكومة النازية وهي من طراز (يونكر ٥٢). وقد اختارت الوزارة هذه الطائرة لأنها بطيئة في سيرها فسيحة في فراغها ومريحة جداً في ركوبها. ولكن العلاج بطريقة (ستراسبورج) كان يكلف نفقات باهظة بالنظر لقلة البنزين وارتفاع ثمنه واستخدام طيارين أخصائيين.
لذلك أنشأ هذا المركز في داره (صندوق التنفس الصناعي) فلوحظ أن هذه الآلة يمكن أن تحدث من التأثير على الأرض ما يحدث للمريض وهو مرتفع في الجو بالطائرة. ومن ذلك العهد أوجد الدكتور (ريشون) نطاقاً لمعالجة السعال الديكي.
وقد استمر العمل بهذه الطريقة في معالجة الأطفال المصابين بالسعال الديكي تحت إشراف الأطباء الأخصائيين وملاحظاتهم.