بعضهم (عندهم ضمائر). . . ودليلي على ذلك حادثة المستر كارلتون عميد الكلية الأمريكية في الشهباء وقنصل أمريكا الفخري، والحديث الذي دار بينه وبين المحافظ الأستاذ عادل العظمة الذي جاء فيه أن اعتراف المستر ترومان بالدولة اليهودية (التي ولدت ميتة) لا يعبر عن وجهة نظر الشعب الأمريكي، وهو يعبر عن رأيه بمفرده. . . وإن جميع الأمريكيين يعرفون مكر اليهود وخداعهم ومقدرتهم على اشتراء الضمائر والأصوات والتلاعب بالعواطف ببذل الأموال وبذل أشياء أخر.
ثم قال العميد:(إن الأغلبية في الشعب الأمريكي تشجب عمل ترومان وتمقته، وسيظهر أثر ذلك في الانتخابات الآتية، حيث ينتظر أن يسقط فيها هذا الصهيوني الأول سقوطاً مربعاً ما بعده من سقوط. . .)
فرد عليه المحافظ شاكراً له هذه العواطف الفياضة نحو العرب وقضيتهم العادلة. وقال فيما قاله: يحق للسوريين أن يدهشوا كل الدهشة لموقف الشعب الأمريكي النبيل الذي لم تمت فيه الضمائر ولم تبلغ منه الغايات، فالسوريون قاطبة يقدرون مزايا الإخلاص والحرية والعدالة في الشعب الأمريكي الذي لهم بينه جاليات ومؤسسات، وما من أحد ينكر فضل الدنيا الجديدة على المدنية والحضارة. ولأمر ما صوت السوريون للأمريكيين مفضلهم على جميع أمم أوربا يوم عرض عليهم الانتداب عام ١٩٢٠، عندما أبصروا أن لابد من انتداب دولة ما من الدول الحليفة عليهم)
وكان لكلمة عطوفة المحافظ التأثير الحسن لدى العميد الأمريكي، ذهب بعدها شاكراً، مودعاً بمثل ما استقبل، وهذا دليل قاطع على نقرة الشعوب الحرة من سياسة حكوماتها، ومقت الصهيونية المتجنية الآثمة العاتية.
فالأمة العربية بأسرها لا يرتضى واحد من رجالاتها المسئولين ان يمثل الدور الذي مثله من قبله أبو عبد الله الصغير فيستحق لعنة الأحفاد كما استحقها ذلك الخليفة (الضعيف الإرادة).
وإنما يريد كل واحد منهم أن يمثل ذلك الدور الذي مثله المعتصم العباسي، فيلبي نداء الفتاة العربية السبية في فلسطين، كما لباها ذلك الخليفة بعمورية.
وبهذا يصبح كل عربي في نفسه معتصما، فلا يتخلف أحد عن إجابة النداء والواجب. إن