في تقديم الدم كما فعل طلاب المدارس العليا بدمشق، وذلك بتقديم دمائهم لجرحى المجاهدين، وهي أقصى ما يملكونه، أو في المال أو في التضحية بكل ما يمتلكون
إن هذه الجيوش العتيدة الزاحفة إلى ساحات الجهاد في الأراضي المقدسة، أولى القبلتين، لتطهيرها من أرجاسها وأنجاسها تخوض اليوم هناك مع شذاذ الآفاق معركة الموت أو الحياة، وهي لن تتراجع عن تصميمها - كما جاء سابقاً - ما لم يكتب لها الظفر بدفن اللقيطة وأهلها. . . وما غلب قوم عن قلة إن كانوا متساندين متعاضدين، والنصر من عند الله يؤتيه من يشاء من عباده، وهو جدير بمنحه للمؤمنين. . .
وإن مصر وهي المتبنية لهذه الحركة التحريرية نظراً لنمو نواة الجامعة العربية في واديها وعلى ضفاف نيلها السعيد، لن يعجزها المال والرجال، وتكتل الشعوب العربية في ظليل راياتها لمتابعة هذه الحركة حتى النصر النهائي، فإما رايات خفاقة إلى الأبد، وإما ميتة شريفة - لا قدر الله - وحياة خالدة عامرة بالجهاد والمفاخر. . .
وليست هذه هي المأثرة الأولى التي حفزت هذا القطر الشقيق إلى تبني قضايا العرب، وهو مأثرة من مآثر لا تزال مائلة للعيان في الزحف المصري لإقامة الدولة العربية الكبرى في ظل ساكن الجنان جد الأسرة العلوية محمد علي باشا وولده إبراهيم. . .