في حديث الدكتور مشرفة دعوة حارة للسمو بالتعليم فوق الحزبية والأحزاب. وإذا تم هذا فسيكون حقاً من أهم العوامل التي تساعد على تحقيق الأهداف التعليمية.
لكن سمو التعليم فوق هذه التيارات السياسية أو الأحزاب السياسية معناه أن تسمو الجماعة التي تعني بهذه الشئون التعليمية.
وهذا يتصل بالناحية الاقتصادية اتصالا وثيقاً.
فالضغط الاقتصادي كثيراً ما يملي على الأفراد والجماعات نوعاً من السلوك والأخلاق.
ووضع البلاد السياسي الآن يتطلب إلى حد كبير مجهوداً غير عادي لتحسين الناحية الاقتصادية أو على الأصح لا يساعد على تحقيق الرغبة الصادقة في التحسين الاقتصادي المنشود. فالسمو بالتعليم فوق الحزبية أو التيارات السياسية مرتبط تماماً بالناحية الاقتصادية للبلاد.
فكلما اتسع نطاق الفقر عجزت الجماعة وخضعت تحت الضغط الاقتصادي لنوع من السلوك والأخلاق، واستطاعت الجماعات الحزبية أو السياسية أن تجد المقومين لهذه الأحزاب وهؤلاء هم المادة التي يرتقي عليها القادة السياسيون.
وإذاً فمن الناحية العملية أو الواقعية لا يبنى سمو التعليم إلا على سمو الاقتصاد في بلد ظروفها كظروف مصر الآن.
تقرير اللجنة:
وجاء في تقرير اللجنة أن هناك وسائل لتحقيق الأهداف التي منها خلق روح الاعتماد على النفس وما إلى ذلك.
ولكن إذا استطاعت المدارس أن تحقق هذا في محيطها مما يتصل بها مثل أوجه النشاط المدرسي المختلفة. فالطلبة أو التلاميذ يحيون في داخل دورهم العلمية مع أساتذتهم كمن يحيون في المدينة الفاضلة، ثم إذا ما خرجوا إلى المجتمع أو معترك الحياة، وجدوا مجتمعاً كبيراً لا يعرف هذه المدينة الفاضلة، بل ينكرها ويكفر بكل مبادئها.
فلم يكن بد من أن يسعى صاحبنا أو أصحابنا الطلاب لأن يلائموا بين أنفسهم وبين المجتمع الذي تفرض عليهم ضرورة الحياة الاتصال به.