للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وتتطود المحبة بين الفرق والشعوب.

وتؤتي الرياضة الشعبية ثمراتها العاجلة في (البيئة المغلقة) المحرومة من جمال الطبيعة، النائية عن مظاهر العمران، ووسائل الترفيهية، ولذا يجب العناية بمثل هذه البيئة والإكثار من الساحات الشعبية بها.

وللفنون الجميلة في الأرواح ما الألعاب الرياضية في الأبدان من صقل النفوس وتهذيبها بالنغم الجميل، واللفظ اللطيف، والمنظر البهيج، وتسريح الخيال الحبيس في ملكوت السماوات والأرض، والترفيه عن الحواس والعواطف.

لهذه تستخدم المصانع الكبرى أجهزة الراديو لإذاعة الموسيقى والأغاني والأناشيد فتبعث في العمال نشاطا يزيد في إنتاجهم، ويقلل من قابليتهم للتعب.

والحفلات عامة ن والقروية منها خاصة، إنما هي جامعة شعبية يديرها شاعر البلد أو زامر الحي، ولهما في نفوس الشعب موقع الماء من ذي الغلة الصادي.

وكثيرا ما يتزاحم أهل القرى النائية على حفل تمثيلي شعبي أو غناء أو رقص بلدي لأن النظارة إنما يحتشدون ليروا في مرآة حياتهم ما ينعكس عليها من عيوب صاغها المؤلف سخرية، واعمل فيها مبضع الطبيب الذي يحرج مريضه ليشفيه تحت تأثير المخدر المشروع.

من أوجب الواجبات إذن دعوة الشعب إلى رحاب الفن لتهذب مداركه وترقى أذواقه، وتتعادل أمياله، ولا يكون كتلك الشعوب البدائية التي لا تتفاهم إلا في الظلام، لأن كل جريمة شنعاء، كما أنه يجعل الأفراد على أبعاد متساوية من الروح القومية، ويتيح للجميع حظا مشتركا من الآلام والآمال، وتخف أسباب النزاع بين المرأة والرجل.

ولما كان الفن في شتى أصباغه وألوانه تعويضا عن الجمال المفقود فمن الفن العملي تنظيم القرى والعناية بتخطيطها وتنسيقها لتكون لقاطفها بهجة في العيون، وراحة في القلوب، وهدوءاً للأعصاب وتدل الإحصائيات على أن القرية الجميلة اقل من غيرها مشاكل، وابعد عن الجرائم من القرية المهملة القياسية المناظر التي لا يرى في أهلها غير التبرم والسخط. والبلديات حين تقوم بالتنظيم والتنظيف إنما تؤدي واجبها في الثقافة الشعبية.

والدين يتحمل هو الآخر واجبه الأكبر في هذا المجال، ولا سيما عندما يوالي العلماء

<<  <  ج:
ص:  >  >>