ولاحظ أن الموضوعين المعروضين لا يتجهان إلى روح التربية، ودعا إلى أن يبحث المؤتمر كيفية خلق المواطن العربي الصالح.
وقال الأستاذ سعد اللبان أنه يلاحظ أن موضوعات هذا المؤتمر، وكذلك المؤتمر الأول، كلها موضوعات مدرسية، وأن هناك ما أهم من هذه المدرسيات، وهو الشؤون الأدبية والثقافية العامة، لأن الثقافة الأدبية هي الرباط المتين الذي يربط بين شعوب العرب في بلادها المختلفة، وقد كان قائماً قبل قيام جامعة الدول العربية.
وبعد ذلك قال معالي رئيس المؤتمر الدكتور طه حسين بك أظن أنه من حق الإدارة الثقافية بعد كل هذا الذي وجه إليها أن تدافع عن نفسها. وهنا تقدم الأستاذ سعيد فهيم وكيل الإدارة الثقافية فأوجز الرد في أن الإدارة لم تنفرد بالعمل وإنما أشركت معها كبار رجال التعليم في وزارات المعارف بالبلدان العربية، وأن موضوعي المؤتمر وضعتها اللجنة الثقافية التي تمثل الحكومات العربية، وأن مجلس الجامعة العربية أقر جدول أعمال المؤتمر.
ولما كان الوقت قد تأخر فقد أعلن معالي الرئيس اختتام الجلسة على أن نجتمع في الصباح التالي الهيئة المشرفة على المؤتمر، وهي تتكون من معاليه ومن رؤساء الوفود الرسمية، على أن يتلو اجتماعها انعقاد الهيئة العامة للمؤتمر. وقررت الهيئة المشرفة أن يعدل الموضوع الأول بحيث يكون (ما العقبات التي تعترض التوسيع في التعليم الثانوي والعالي وما وسائل تذليلها) وأن يبقى الموضوع الثاني كما هو، ووافقت الهيئة العامة للمؤتمر على ذلك ثم أخذ في تأليف اللجان - فألفت كما ترى في (كشكول الأسبوع)
أريد بعد ذلك أن ننظر في تلك العاصفة التي هبت على الإدارة الثقافية وجدول أعمالها، وما نشرته الصحف حول هذا الموضوع والذي أراه أن الإدارة أو اللجنة الثقافية؛ لم تكن موقفه في الموضوع الأول - على نحو ما بينت في الأسبوع الماضي - بل أقول أنه موضوع غير ذي موضوع. . .
فنحن الآن لسنا بصدد البحث في التوسع والتحديد وبأيهما تأخذ؛ وما هي خطة ذاك؛ وما الغرض من هذا؛ فقد انتهينا إلى أنه لابد من تعليم الناس جميعاً.
وأرى أيضاً أن الموضوعين تافهان وأوافق المعترضين على أن الموضوعات التي اقترحوها أهم من هذين الموضوعين؛ ولست أدري - كما قال الأستاذ سعد اللبان - لماذا