وحتى يكون القارئ على بينة من سر حنين المرحوم إسعاف بك لوطن أسرته الأول مصر نفصل له قليلاً من أخبار الأمير ناصر الدين في القدس وكيف استقرت فيها هذه الأسرة المصرية الكريمة منذ خمسة قرون إلى الآن. . . قال العليمي في حوادث ٨٧٣هـ كثرت الفتن في القدس بين نائب السلطنة (حاكم القدس) دمرداش وناظر الحرمين الشريفين (القدس والخليل) برد بك التاجي واشتد الخلاف بينهما وكثر القيل والقال فأدى الحال إلى انفصال الأخير عن نظر الحرمين الشريفين وعين السلطان قايتباي الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي أحد الخازندارية بالخدمة الشريفة (أحد رجال الديوان العالي كما هو متعارف اليوم) للكشف عن أوقاف الحرمين الشريفين بالقدس والخليل وتحرير أمرهما وإصلاح ما فسد من نظامهما فحضر إلى القدس وأصلح ما فسد من أيام برد برك التاجي وعصر المسجد الأقصى وصرف المعاليم (المرتبات) واستبشر الناس بالخير وعد ذلك من بركة الأمير ناصر الدين ثم توجه إلى مصر في آخر سنة ٨٧٤هـ وفي سنة ٨٧٥ استقر الأمير المذكور في نظر الحرمين الشريفين ودخل إلى القدس في يوم مشهود وشرع في عمارة الأوقاف بهمة وشهامة وحصل للأراضي المقدسة الجمال بوجوده وكان يكثر من مجالسة العلماء والفقهاء ويحسن إليهم بالبشر والقبول. وفي سنة ٨٧٧هـ وفي هذه السنة خلع عليه السلطان قايتباي وعلى القاضي شهاب الدين بن عبيسه ووهبهما ألف دينار وحضر الاثنان إلى القدس وعليهما خلعة السلطان فكان يوماً مشهوداً. . .
وفي سنة ٨٩٢هـ اشتد الغلاء بالقدس والخليل وساءت سيرة نائب السلطان خضر بك وكان يناصره قاضي المالكية شرف الدين بن يحيى المغربي فكثرت الشكاوى في حقهما فعزل الأمير ناصر الدين القاضي بناء على أمر جاءه من القاهرة فلما كانت سنة ٨٩٣هـ توجه خضر بك نائب السلطنة والأمير ناصر الدين ناظر الحرمين الشريفين إلى القاهرة ومثل كلاهما بين يدي السلطان فعزز السلطان خضر بك وأمر بعزله والتمس الأمير ناصر من السلطان إعفاءه. . . من الخدمة فتوقف السلطان ولكن الأمير ناصر الدين ألح في طلب الاستعفاء فأعفاه السلطان من الخدمة كارهاً لنزاهته وعفته واستقامته.
قال شيخ العليمي ودخلت سنة ٨٩٢ والوظيفتان شاغرتان النيابة والنظر قال ثم عين