السلطان دقاق في نظر الحرمين فكان بعكس سلفه ظالماً فاجراً.
قال السخاوي في كتابه الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع كان الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي من أهل الخير والصلاح حفظ القرآن الكريم وهو صغير وجوده على ابن كوزلبنا والزين طاهر وآخرين وبعد أن ذكر خدماته في القدس والخليل قال وصرفه السلطان قايتباي بدقماق. والعليمي يؤكد أن النشاشيبي هو الذي استعفى من تلقاء نفسه وأن السلطان ألح عليه في البقاء في نظير الحرمين فرفض الخ وصاحب الدار أدرى.
ولم ينس الأمير ناصر الدين تلك البلاد التي صرف فيها زهرة العمر فرجع إلى القدس وتائل الدور والقصور والحقول والبساتين وانتهت الأسرة كلها بالانتقال من مصر إليها منذ القرن التاسع إلى الآن. . .
وبعد فهذه لمعة صغيرة عن أصل هذا الأمير الشهير والكاتب النحرير والحجة الثبت واللغوي الضليع عظيم القدس والخليل البلد المعلوم وموطن القبر الموهوم الذي من أجله تقاتل الأخوان كأنهما وحشان قروناً وأجيالاً حتى اصطبغت الأراضي المقدسة بالدماء فشربتها شرب الهيم ولم يغن فيها دعاء إبراهيم وهي اليوم كما كانت بالأمس وا أسفا والفرق في الاسم فقط فتلك حروب صليبية وهذه حروب صهيونية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.