وأما ثانيهما، فقد تزوج من الفتاة اللينة الغضة؛ المترعة بالمفاتن، هيلين! التي فرت مع عشيقها المجرم باريس. . إلى. . طروادة؟. . والتي شبت بسببها تلك الحروب الطويلة المروعة فذهبت بالنخبة الناضرة من شباب هيلاس وإليوم. . .
والفتاتان شقيقتان، وقد تبناهما تنداريوس العظيم، وزوجهما من هذين الملكين الشقيين، ليزيدا في شقائهما، وليكونا حرباً عليهما وعلى شعبهما البائس لا تنتهي! وليكونا كذلك، ليلاً على هذا القصر العتيق الشاهق - الـ (بيلوربيديه) مظلماً. . . لا تنجاب غواشيه. . . ولا تنقشع دياجيره!!
- ٢ -
وفرت هيلين الآبقة، مع باريس الآثم،. . . فهاجت هيلاس، وهبت ريح الحرب، وتدفقت الجيوش إلى أوليس حيث الأساطيلِ في انتظارها، لتمخر بها البحر اللجي إلى مدينة بريام. . .
وودع أجاممنون زوجته. . . وذرفا، وهما يتعانقان، دموعاً حارة سخينة! وأنطلق مع شقيقة الملك البائس المفضوح في عرضه، منالايوس، إلى أوليس. . . ليركبا مع بقية الجند. . . وليبحرا إلى إليوم. . .
بيد أن البحر المضطرب كان ينذر بتحطيم الأسطول إذا هم أن يقلع.
والعاصفة التي أطلق بوسيدون عنانها كانت تثير في اليم موجاً كالجبال. . . وكانت تراوح الشاطئ المرتجف وتغاديه، فتهيل التراب وتسفيه، وتحط صخره من علٍ وتغرق به ما تهاوى عليه من أسطول هيلاس. . .
وانتظروا طويلاً حتى تسكن العاصفة، ويهدأ البحر المصطخب. . . ولكن. . . بلا جدوى!
ثم قيل لهم إن الآلهة عطشى، وأرباب الأولمب ظماء، وإنها لا يرويها إلا دم عزيز غال يسفح، ومهجة شابة غيداء تطل، وإن الآلهة لا ترضى بإحدى أبنتي أجاممنون بديلا!!
لا ترضى الآلهة أن يسفك دم إلا دم إفجنيا العذراء، أو أختها الكاعب إفياناسا، فإذا لم ترو الآلهة فلن تهدأ العاصفة، ولن يسكن العباب، ولن يفتأ البحر يضطرب، ولن يقلع هذا الأسطول اللجب.
وتردد أجاممون! وأضطرم قلبه بحنان الأبوة! ولكن القادة تكبكبوا حوله يلحفون عليه أن