وجئ بالعذراء البريئة إفجنيا، ليحتفل بخِطبتها إلى أخيل فيما ادعى الوالد المحزون في رسالته إلى زوجه. . .
ولكن الزوجة تكتشف أن لا خطبة هناك. . . بل هناك قتلة شنيعة تنتظر ابنتها. . . لا لشيء. . . إلا أن تروى الآلهة. . . كما أرجف المرجفون!
وتصبح أضواء الحياة كلها ظلمات في عيني الأم. . . وتحاول إنقاذ الفتاة. . . ولكن. . . عبثاً!. . . لقد تقدمت إفجنيا إلى الكاهن الجلاد بقدم ثابتة، وجأش رابط، ونفس مطمئنة. . . وأعلنت أنها تهب نفسها للوطن. . .! ودمها للآلهة. . . وإنها تستودع الأولمب أباها. . . وأمها!. . .
وأهوى الجلاد. . . الكاهن. . . بسكينه. . . فهريق الدم العزيز الغالي!!
- ٤ -
وعادت الأم المضعضعة إلى القصر الشاهق العتيق. . . إلى الـ (بيلوبيديه). . . تجتر هذه المصيبة الدامية، وتغص بتلك الداهية الحمراء!
وتحزن أياماً. . .
ويشمل السواد كل شيء. . . حتى أضواء الشمس، وأفواف الزهر، وآراد القمر!!
كل شيء أسود حالك. . . لا سيما. . . قلب الملكة. . .!
لقد انفردت في هذا القصر العتيق، فهي صاحبة الأمر والنهي فيه، وكل شيء يصدر عن إذنها ويقضى بأمرها. . . والمملكة بأسرها بيديها. . . ومع ذاك. . . ومع كل ذاك. . . فليس في الدنيا العريضة ما ينسيها افجنيا! أو يبعد عن عينيها ذلك المنظر الرائع الرهيب. . . منظر السكين اللامعة تهوى على عنق الفتاة. . .!
إنها أمامها أنى ذهبت وأيّان وجهت. . .
هاهي ذي تمرح في هذه الغيضة من حدائق القصر. . . وتلعب في تلك الردهة من الطابق العلوي. . . وتغرق في هذه اللجة من ديباج السرير. . . وتداعب الظباء في الحظيرة. . .