للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتضفر أعواد الزنبق للتماثيل. . . وتنثر الورود والرياحين تحت أقدام الدُّمى. . . ثم. . . . . .

ثم هاهي مسجَّاة فوق المذبح يتفجر من غلاصمها الدم!!

- ٥ -

وسكنت العاصفة، وهدأ البحر الجياش، وأقلع الأسطول بمن عليه. . . وحوصرت طروادة. . . وقتل الأبطال الصناديد من الفريقين. . .

وكرت أعوام عشرة. . .

- ٦ -

(كيف يقتل ابنتي هذا الملك الذي قُد قلبه من صخر؟ كيف سوَّلت له نفسه أن يأذن لجلاديه بذبحها؟ أين حنان الوالد؟ قربان للسماء؟ أي سماء هذه التي تشره لدماء العذارى؟ لا ظفر أجاممنون بأعدائه! ولا حمله البحر إلى آرجوس كرةٌ أخرى! وروى ثرى طروادة من دمه، كما رويت آلهته من دم ابنتي!!).

ووقر في قلب كليتمنسترا أن تثأر لابنتها. . . ولكن. . . ممن؟ من أجاممنون. . . من أبيها أجاممنون. . .! إذن. . . فلتدبر غيلته في هذه السنين العشر، ولتحشد حولها أعداء هذا القصر العتيق الباذخ. . . ولْنُعَشَّش الأحقاد القديمة، والترات التي تتقلب في أحشاء الماضي. . . ولتجتمع عصابة الشرور فتدبر وتأتمر. . .

- ٧ -

ترك أتربوس مُلْك أرجوليس العتيد لولديه، أجاممنون وأخيه، وترك لهما كذلك إرثاً عتيداً من الدم لم يسمع الناس بمثله. . . لن يسمعوا بمثله. . . لأنه دم أعز الأبناء. . . وشِواء لعين أيما شِواء. . .

ذلك أنه كان للملك أتريوس أخ يناوئه من أجل عرش أرجوليس ومايتاخمها من الاقطاعات. . . وكان هذا الأخ (ثيذتيس) يحاول أن يجعل الملك في أبنائه. . . من دون أبناء أخيه. . . ولكن أتريوس وقف على التدبير السيئ الذي يرسم خطط أخوه في الظلام؛ فما كان من أتريوس إلا أن دبر هو تدبيراً دموياً هائلاً. . . قضى به على أخيه وعلى أبناء أخيه. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>