كان مما قررته لجنة إنهاض اللغة العربية أن تزيد درسين في كلتا السنتين الأولى والثانية أحدهما اختياري، ودرساً واحداً في باقي الفرق. فهل يعلم سيدي أن هذه الزيادة قد انتهت نهايتها إلى أن تكون من أسباب ضعف اللغة العربية في مدارس الحكومة بدل أن تكون من وسائل إنهاضها وقوَّتها؟
ذلك أن وزارة المعارف حين زادت هذه الدروس لم تحسب حسابها فتزيد عدد المدرسين ليقوموا بهذه الزيادة؛ والمدرسون القائمون بالعمل الآن في المدارس الثانوية لا يسعهم - على ما هم فيه من رهق ومشقة وزحمة في العمل - أن ينهضوا بهذا العبء الجديد. وقد جاء موسم العمل وليس في المدارس حاجتها من مدرسي اللغة العربية، فلم يجد نظار المدارس أمامهم وسيلة - والحالة هذه - إلا أن يزيدوا العمل على المدرسين الذين يعملون معهم - مدرسي اللغة العربية خاصة -: ثلاثة دروس في الأسبوع على كل مدرس؛ فعليه منذ اليوم واحد وعشرون درساً في الأسبوع، بعد ثمانية عشر درساً كان يشكو كثرتها التي تستنفد الوقت والعافية والطاقة العصبية، فليس له معها فسحة ليستجم لعافيته أو ليجدد مادته أو ليبتكر في وسائله
أفتكون هذه وسيلة من وسائل النهوض باللغة العربية أم سبب من أسباب الضعف والخذلان؟
وثمة عبء جديد أضيف هذا العام على كاهل مدرس اللغة العربية، ذلك أن النظام في العام الماضي والأعوام السابقة كان يحدد عدد التلاميذ في دروس اللغات ببضعة وعشرين تلميذاً في كل شعبة فألغي هذا النظام في العام القادم وصار على مدرس اللغة العربية أن يلقي درسه على أكثر من بضعة وثلاثين تلميذاُ إلى أربعين؛ فهل تراه مع ذلك يستطيع أن يعمل وأن ينشط وأن ينهض باللغة؟
ثم إن كثيراً من نظار المدارس الثانوية قد تعجلوا الحكم والاختيار فاستغنوا عن درس من الدرسين المزيدين في اللغة العربية لتلاميذ السنتين الأولى والثانية قبل أن يتحققوا الحاجة إلى هذا الدرس، بل قبل أن تبدأ السنة الدراسية وينتظم التلاميذ.