حدود الكماليات بالنسبة إلى تهيئ الإنسان لما يقبله من العلوم في حياته المستقبلة. فمقدرة القراءة لا تجعل من الفرد قادراً على تحضير المواد التي يحتاج إليها في حياته المقبلة).
نصح أرنولد الطلاب بمطالعة الكتب التي تستحق القراءة. وفي رأيه أن دراسة الآداب من أهم العوامل التي يحتاج إليها الطلبة في حياتهم. فهي تساعد في تنمية ذوق الطلبة وقوة حكمهم وخاصة إذا حفظوا قطعاً من الشعر يحتاجون إليها في تغذية أرواحهم والترفيه عن أنفسهم. واعتقد أرنولد بأهمية دراسة قواعد اللغة في المدارس ودافع عن نظريته هذه بقوله:(إني لأعلق أهمية كبرى على دراسة قواعد اللغة في المدارس لمساعدتها الأطفال في التفكير وأشغال الناحية العقلية أكثر مما يحدثه علم الحساب؛ فهي تعلم الإنسان قواعد المنطق والمجادلة لأنها تختص بالكلمات المحدودة لا بالأرقام والحسابات.
فالإعراب من أهم محتويات هذا العلم ولا يصعب على الطلبة دراسته قط إذا كان تعليمه بطريقة دقيقة منظمة. وقوة التحليل في اللغة الإنكليزية تجعل من السهولة في مكان عظيم على الطلبة أن يطلعوا على القواعد بكل سهولة بدلاً من تعليمهم إياها بتلك الطرق العقيمة القديمة، التي كانوا يجرون فيها مجرى اللغات الجامدة. ويسرني جداً أن أرى الأساتذة يعتنون بالطريقة التحليلية الحديثة في تدريس علم اللغة).
وكان الناس يعتقدون أن اللغات اليونانية، واللاتينية والفرنسية لا تخرج عن كونها دراسات ثانوية يقوم بها المتقدمون في الثقافة والعلم. ولكن هذه الفكرة لم تكن لتتفق مع مذهب أرنولد في التربية والتعليم. فقد آمن بوجوب تدريس مبادئ هذه اللغات أو إحداها على الأقل في المدارس الابتدائية. وهذا الأساس يفيد جميع الطلبة الذين يقصدون الالتحاق بالكليات العالية والجامعات.
وأما الطلبة الآخرون الذين لا تساعدهم ظروفهم على متابعة دراستهم فإن هذا الاطلاع ينفعهم في تفهم الحقيقة الراهنة. وهي أن هنالك لغات غير لغتهم وعلوماً غير علومهم.
وزيادة على ذلك فقد ارتأى أرنولد أن دراسة الرياضيات وعلم الفسيولوجيا والجغرافية الطبيعية والنبات هي من أشد الأخطاء التي يرتكبونها في نظام المدارس الابتدائية. فإن من الحماقة تعليم الأطفال اصطلاحات علمية لا يتفهمونها ولا تستطيع أدمغتهم الفتية وقبولها وإساغتها.