للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو بها، فطرق الباب وأستأذن عليه، فقالت الجارية: ليس هو ههنا. فعرف مقصده، فقال لها: قولي له قد فتنت أهل العراق بقولك:

موردة من كف ظبي كأنما ... تناولها من خده فأدارها

فلما سمع ديك الجن خرج إليه واجمع به، وأضافه

٥٢٠ - متى عصرت من الورد المدام

أبو الحسن الحصري القيرواني:

أقول له وقد حيّا بكأس ... لها من مسك ريقته ختام:

أمن خديك تعصر؟ قال: كلا ... متى عُصرت من الورد المدام؟

٥٢١ - نظرت في ديوان أبي نؤاس. . .

في (كتاب الأذكياء لابن الجوزي: روى أبو الحسن ابن هلال بن المحسن الصابي قال: حكى السلامي الشاعر قال: دخلت على عضد الدولة فمدحته فأجزل عطيتي من الثياب والدنانير وبين يديه حسام خسرواني، فرآني ألحظه، فرمى به إليّ، وقال: خذه، فقلت:

وكل خير عندنا من عنده

فقال عضد الدولة: ذلك أبوك. . .

فبقيت متحيراً لا أدري ما أراد، فجئت أستاذي فشرحت له الحال، فقال: ويحك! أخطأت خطيئة عظيمة؛ لأن هذه الكلمة لأبي نؤاس يصف كلباً حيث يقول:

أنعتُ كلباً، أهُله في كدَّه

قد سعدت جدودهم بجِده

وكل خير عندهم من عنده

فعدت متوشحاً بكساء فوقفت بين يدي الملك، فقال: مالك؟ فقلت: حممت الساعة. فقال: هل تعرف سبب حماك؟ قلت: نظرت في ديوان أبي نؤاس

فقال: لا تخف. لا بأس عليك من هذه الحمى. . .

محمد إسعاف النشاشيبي

<<  <  ج:
ص:  >  >>