للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ودعيت هذه الفرقة أيضاً فرقة المحكمة، وذلك لأنها حكمت الله تعالى ورفضت تحكيم العبيد. ويميز المؤرخون الفرقة الأولى من الخوارج التي انشقت على عليّ بن أبي طالب في صفين عن الخوارج بدعوتها الفرقة المحكمة الأولى أو الحارورية نسبة إلى حاروراء بقرب الكوفة، وهي المكان الذي خرجوا إليه، ويدعون بقية الخوارج فرقة المحكمة

نشأتهم

من الصعب أن نعين العلاقة بين ظهور الخوارج ومسألة التحكيم، فنقول إن هذه نتيجة لتلك وإنه لولا مسألة التحكيم لما اعترى جيش الإمام علي ذلك الانقسام ولما نشأت فرقة الخوارج؛ وقد عني البعض ببحث هذه النقطة فتبين لهم بعد دراسة عميقة أن نشوء الخوارج ومسألة التحكيم مستقلتان عن بعضهما استقلالاً تاماً. ويعتقد المستشرقون لامانس وكايتاني وولهاوسن أن فرقة الخوارج ظهرت قبل التحكيم مما يدل على صحة الرأي القائل باستقلال المسألتين بعضهما عن بعض. ولكن المستشرق ديلافيدا يخالف رأي لامانس ورفيقه، ويقول إن الخوارج ظهروا بعد التحكيم

معركة صفين

تولى علي بن أبي طالب الخلافة والعالم الإسلامي في غليان شديد من جراء مقتل الخليفة عثمان بن عفان وعواقب هذه الجريمة، فلم تكن مبايعته بالإجماع كأسلافه. وكان عدوه الأكبر معاوية بن أبي سفيان والي الشام الذي خرج طالباً للثأر من قاتلي قريبه الخليفة المغدور. فلما انتهى علي من أمر طلحة ابن عبد الله والزبير بن العوام في موقعة الجمل بالقرب من البصرة سار طالباً معاوية فالتقى الجيشان في سهل صفين وهو مكان قريب من بلدة الرقة في شمالي شرق الشام

وفي أول صفر من سنة ٣٧ هجرية، ابتدأ القتال بين الفريقين فرجحت كفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فخاف معاوية العاقبة، وعمد إلى الحيلة يساعده على إتقانها الداهية الأكبر عمرو أبن العاص. وبينما كانت الحرب مستمرة إذا بجنود الشام يرفعون المصاحف فجأة على أسنة الرماح طلباً للتحكيم. فلم يؤخذ علي بهذه الحيلة، وقرر الاستمرار في القتال إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا. ولكن فريقاً كبيراً من جند علي قبل التحكيم وحمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>