٧٢٥هـ.
وكان مروري بقبر الأمير خسرو سروراً مفاجئاً، ونعمة غير مرتقبة. فوقفت على قبره وقفة تمنيت أنها طالت وكُرْرت.
أقف بالقارئ وقفة قصيرة على تاريخ هذا الرجل الكبير قبل أن نزور نظام الدين أوليا:
هو الأمي أبو الحسن بن الأمير سيف الدين الشمسي ولد في الهند سنة ٦٥١هـ وكان أبوه تركياً هاجر من نواحي بلخ إلى الهند أيام جنكيز خان وتزوج بنت عماد الدين أحد أعيان الدولة في دهلى، ومات وابنه خسرو في التاسعة من عمره فكفله جدّه لأمه.
وكان خسروا ذكياً شغوفاً بالتعلم. فنشأ محبوباً مقرْباً عند سلاطين دهلى، وحظي برعاية سبعة سلاطين متتابعين؛ من السلطان محمد بن غياث الدين (٦٦٤هـ - ٦٨٦) إلى السلطان محمد الثاني بن تفلق (٧٢٥ - ٧٥٢هـ).
ونبغ في الشعر فنظم منظومات كثيرة منها ديوانه وسبع منظومات قصصية حاكى فيها الشاعر المعروف نظامي الكنجوي منها قصة ليلى والمجنون، وقصة خسرو وشيرين.
وقد قسّم ديوانه على سني عمره، وسمى كل قسم اسماً يلائمه:
تحفة الصغر: وهي القصائد التي نظمها من سن ١٥ إلى ١٩.
وسط الحياة: وهي القصائد التي نظمها من سن ٢٠ إلى ٣٤.
غرّة الكمال: وهي القصائد التي نظمها من سن ٣٤ إلى ٤٣.
البقّية النقَّية: وهي مختارات من شعر الشيخوخة.
وقد ألف من الكتب والرسائل ما يقارب المائة، ويقال إن أشعاره تبلغ أربعمائة ألف بيت، والمجموع منها زهاء مائة وعشرين ألفاً جمعها السلطان الأديب بالسنقر من بني تيمور، وكان من المعجبين بالشاعر، وقد فضّل منظوماته الخمس على (خمسة نظامي)، وجرت بينه وبين الأمير التيموري ألُغ بك مناظرات كثيرة في هذا التفضيل.
وكان خسرو من مريدي الشيخ نظام الدين يبالغ في حبّه وإعظامه، ويروى أنه بينما كان خسرو في صحبة السلطان غياث الدين تفلق شاه في سفره إلى بنغالة جاء نعى شيخ فأسرع راجعاً إلى دهلى، واعتزل خدمة السلطان، وتصدّق بأمواله، وأقام على مقربة من قبر شيخه حتى مات بعد ستة أشهر، ودفن بجوار الشيخ الذي أحبه وصحبه في حياته، وزهد في