بصفة رسمية، فقال السائل: وما الفرق بين الصفة الرسمية وغير الرسمية في الاصطياف؟ فأجاب رفعة الرئيس: الاصطياف الرسمي يوجب انتقال الهيئة الديبلوماسية إلى هناك
فقلت في نفسي: هذا بعض ما كنت أجهل من تأثير الرسميات
ثم اعتذر الرئيس بأن عليه أن يحضر حفلة يونانية وانصرف قبل نهاية الاحتفال
مع الدكتور طه حسين
والتفت فرأيت الدكتور طه بك قريباً مني فمضيت للتسليم عليه، ودار الحديث:
- هل يعرف سيدي الدكتور أن ورق الطباعة قد انعدم أو كاد؟
- إنها فرصة ثمينة جداً
- انعدام الورق فرصة ثمينة جداً؟
- بالتأكيد، لأنه يريح الناس من مؤلفات زكي مبارك سنة أو سنتين!
- ولكن ما رأيك في الكتب المدرسية؟
- هذا ما نفكر فيه؛ وقد نصل إلى شيء، فليس من الصعب أن نقنع الحكومة بأن استيراد السماد لا يغني عن استيراد الورق
- وهل يعرف سيدي الدكتور أن إرسال المطبوعات المصرية إلى الشرق قُيِّد بقيود ثقال؟
- أعرف ذلك وقد انتهينا إلى حَل
- ما هو ذلك الحل؟
- قيدنا إصدار المؤلفات القديمة، وأبحنا إصدار المؤلفات الحديثة بلا قيد ولا شرط، تشجيعاً للتأليف الحديث، فليس من الرفق ولا من العدل أن تصد المواهب المصرية عن الاتصال بأمم الشرق، ويكفيها ما تعاني من أزمة الورق وغلاء المطبوعات
- ولكن ما الموجب لتقييد التصدير بالنسبة للمؤلفات القديمة، ولبعضها أهمية لا تحتاج إلى بيان؟
- المؤلفات القديمة موجودة في أكثر بقاع الشرق، فمن واجب كل أمة عربية أو إسلامية أن تنشر ما تحتاج إليه من تلك المؤلفات. وهل تظن أن الجاحظ مثلاً يحتاج إلى تشجيع الحكومة المصرية؟ إنما يحتاج إلى التشجيع جماعة المؤلفين من الأحياء، وقد نشأوا في زمن لا ينقل فيه الفكر بغير الطباعة والتوزيع.