ذلك ولا سيما إذا تذكر انتماءه إلى طائفة الشباب التي اشتهرت في حين ما بالعداء المتطرِّف لكل ما هو أجنبي. ألم تنشر (مصر الفتاة) صيف ١٩٣٧ مقالاً تهكمياً عن هذا المدرس الأجنبي لما حظي إذ ذاك بمكافأة للسفر إلى باريس؟ وهذه المكافأة هي إحدى الحقائق التي ينكرها الكاتب ويحاول تكذيبها اليوم.
وعلى ذلك فإذا تعرض بدوي لما لا يعنيه، وتعامى عن الواقع الذي ثار له هو وإخوانه من قبل، فاغتصب الدفاع عما كاد يتم لولا ما كتب في الرسالة فهنالك ما أومن أنه دفعه إلى ذلك دفعاً، وبئس التوجيه في مثل هذه الحال، ومتى استقر التوجيه قام الشك. وعليه فإننا في هذه الكلمة نزدري دفاعه المغتصب، وإنما غرضنا أن نبين له كيف يجري قلمه بغير ضابط وهو يطلب العلم العالي.
على أن الكاتب المدافع لا يتردد في تعمد المغالطة. وبيان هذا أن الدكتور بشر فارس، وله الفضل في إثارة المسألة، أشار فيما أشار إلى (تلطف) ذلك المدرس الأجنبي للظفر بإدارة المكتبة العامة للجامعة. ولكن بدوي أفندي تكلم عن مكتبة الكلية ومكتبة معهد من معاهدها مع علمه أن الإشراف على مثل هذه المكتبات لا يحتاج إلى مدير. وأما إشادته بفضل المدرس المشار إليه في ترتيب المكتبة الخاصة بقسم اللغة العربية، فإننا نؤكد أننا لم نسمع من قبل مدحاً لهذا العمل، بل سمعنا من المختصين بفن المكتبات الشكوى منه. ويبرر شكواهم أن هذه المكتبة الفرعية لم يستقر لها نظام بعد، وأن وجودها على ما هي عليه معطل للنظام القائم في المكتبة العامة. وما دمنا ملزمين بالكشف عن تهافت السيد بدوي في دفاعه فإنا نزيد: كيف يأذن لنفسه أن يقول في وصف الشاب (بينس) بأنه (مستشرق ممتاز، وقطب من أقطاب الجيل)؟ وادَّعى أن الدكتور بشر تجاهل اسمه! أن (بينس) لا يحمل إلا الدكتوراه الألمانية العادية، وهي شهادة لا تقنع بها كلية الآداب ولا الجامعة الأزهرية من أعضاء بعثاتها إذ تلزمانهم نيل إجازة التدريس العالي في ألمانيا وهي (الهابلتاسيون). فضلاً عن أن دكتوراه (بينس) لم تقبلها جامعة باريس معادلة لشهادة (الليسانس في الآداب الفرنسية) يوم تلمس الرجل الانتساب إلى جامعة باريس ليظفر منها بالدكتوراه.
ومما يدل أيضاً على عدم تحوط المدافع في الكتابة أنه قال: إن (بينس) (بدأ يتبوّأ مركز