للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

دروسي في كلية (ايتمب).

فاستغرب الشيخ قائلا: وهل تسكن عائلتك هذه المدينة؟ فاجاب الحدث بقوله. نعم يا سيدي، ان والدي هو نائب عام هذه المدينة -

ما أسمك يا بني؟

اسمي جوفروا سانت هيلير

قال الشيخ، لا عجب بان تكون ذا ميل شديد للعلوم الطبيعية. لأن ثلاثة من هذه الأسرة يدعون بجوفروا سانت هيلير كانوا اعضاء في الجمع العلمي فرع العلوم، وكان الاخير يسمى باسمك: اتين سانت هيلير وكان احد الاساتذة الممتازين لحدائق النبات (حديقة الملك).

قال الفتى: - أراك يا سيدي واقفا على تاريخ اسرتي، مع أني لم أشاهدك قط في بيتنا! فاضاف الشيخ قائلا: صدقت با ولدي ولكن أعلم باني مطلع على تاريخ العلماء النابهين في العلوم لأني استاذ في حديقة النباتات وفي كوليج فرانس.

فاضطرب الفتى من هذه المصادفه حتى انه ما تجرأ ان يسال الشيخ عن أسمه.

ولما عاد إلى البيت قص على ابيه ما توقع له، فتبسم ابوه وقال أن ما صادفت هو العالم (دوبنتون الذي طبق اسمه اوربا كلها. أني مسرور منك لاهتمامك بالعلوم، ولكن لا تنسى أن رغبتي ورغبة أمك هي أن تستعد لتعلم امور الدين كي تصبح يوما من حزب الاكليروس)

مولده

ولد اتين جوفروا سانت هيلير، في (اتيمب) في ١٥ نيسان سنة ١٧٧٢ من والدين عريقيين في الشرف، متوسطي الحال مثقفين ثقافة عالية، جدير بأن ينتسب لهذه الأسرة الكريمة التي انجبت علماء في العلوم الطبيعية والفيزيائية في غضون القرن الثامن عشر.

فاعتنى الوالد بثقافة ولده، ولا سيما جدته التي كانت ترى فيه مخائل الذكاء فقد كانت له خير موجه ومدرس اذ شرحت له منذ نعومة اظفاره كتب أعاظم رجال اليونان والرومان وكذلك ما ألف في عصر لويس الرابع عشر. حتى انه تفهم أعاظم الرجال للمؤرخ (بلوتارك) على يديها في سن الحادية عشرة من عمره. نعم لقد ظهرت آثار هذه الثقافة فيه

<<  <  ج:
ص:  >  >>