استقلالهم في ١٧ أغسطس ١٩٤٥. وقد حاولت هولندا العودة إلى احتلال إندونيسيا ولكن الإندونيسيين قابلوا القوة بمثلها واضطرت هولندا إلى الأعراف باستقلال إندونيسيا في ٢٧ ديسمبر ١٩٤٩
وقد أعلن الدكتور سوكارتو في يوليه ١٩٤٥ المبادئ الخمسة (البانتشا سيلا) التي قامت عليها الجمهورية الإندونيسية وهي: الإيمان بالله والمودة للإنسان والاعتزاز بالقومية والاعتراف بسيادة الأمة وتحقيق العدالة الاجتماعية
ووصف هذه المبادئ بأنها (أساس نفساني لإندونيسيا الحرة، فلسفة ذات تفكير عميق وروح ورغبات تامة يقوم عليها بناء إندونيسيا الحرة ثابتا مستقرا إلى الأبد.)
وقد زاد الرئيس سوكارتو هذه المبادئ إيضاحا وتفسيرا فقال: إننا قوم نؤمن بالقومية ويقصد بالقومية إقامة دولة إندونيسية تضم جميع الإندونيسيين تحت لوائهاويشعر جميع أبنائها بحاجتهم إلى أن يكونوا يدا واحدة وأمة متحدة ولا يمكن الفصل بين الإنسان والمكان، فوجود المكان شرط لقيام الدولة. والله قد خلق العالم وأقام فيه الوحدات الطبيعية: فجزائر إندونيسيا التي تتكون من جاوة وسومطرة وبورنيو وسبيس وغيرها تقف حاجزا بين المحيطين الهادي والهندي وعليها تتحطم أمواجهما. هذه الجزائر تكون وحدة طبيعية ويسكنها ٧٥ مليونا من البشر فلم لا تكن دولة حرة مستقلة!
وإندونيسيا لا تريد أن تكون دولة حرة فحسب، وإنما تريد أن تكون دولة حرة في عالم حر. لقد ذاقت إندونيسيا ويلات الاستعمار فلتكن سياستها الجديدة مقاومة الاستعمار والوقوف في جانب الحرية
من أجل هذا وقفت إندونيسيا بجانب مصر وإيران في إبان صراعهما الأخير ضد الاستعمار البريطاني، وقد كانت إندونيسيا من اسبق الدول إلى الاعتراف بجلالة الملك فاروق ملكا لمصر والسودان وهو لقب جلالته الذي أقره البرلمان المصري بعد إلغاء معاهدة ١٩٣٦ في أكتوبر الماضي
ولم تكن مصر أقل حبا لإندونيسيا، فقد كانت مصر من أسبق الدول إلى الاعتراف بالجمهورية الإندونيسية الوطنية الحرة، وليس هذا بكثير بل إنا نطمع فيما هو أكثر في المستقبل القريب إن شاء الله. إننا نريد إقامة وحدة إسلامية حرة تعيش في عالم حر