للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تمرّست بالصحافة السياسية والأدبية عدداً من السنين ولم أشعر بحرج يماثل الحرج الذي عانيته في الأسبوع الماضي ولكن كيف؟

كنت أعددت مقالاً لمجلة الرسالة أصاول به بعض المتجنين علينا من أدباء لبنان

ثم صلصل الهتَّاف بما معناه: (إن صاحب الدولة رياض بك الصلح أمر بأن لا يكتب حرف في صحيفة لبنان تجنياً على الأدباء المصريين)

وكان في مقدوري أن أتجاهل هذه الإشارة التليفونية وأن أقدم إلى مجلة (الرسالة) مقالي، وأستريح من تحبير مقال جديد

ولكن الرقيب الأعظم نهاني، وهو ضميري، فطويت مقالي، وكتبت لمجلة الرسالة حديثاً غير ذلك الحديث، في لحظة محرجة لم أكن أستطيع فيها كتابة أي حديث

وأنا أعتذر عما جرى به قلمي في مصاولة أدباء لبنان، وأتمنى لهم مثل الذي أتمنى لنفسي، وهو تصويب النظر إلى استكشاف محاسن الصديق

ثم أرجوهم أن يذكروا أننا نعاني محنة قاسية في حياتنا الأدبية، فالكاتب اللبناني يستطيع الظهور بمقالة أو مقالتين، والشاعر اللبناني يستطيع الظهور بقصيدة أو قصيدتين، ولا كذلك الكاتب المصري أو الشاعر المصري، فبلادنا لا تسمح بالظهور لكاتب أو شاعر إلا بعد أن يشقى بالنثر والنظم عشرين سنة أو تزيد

الفرق بين متاعبنا ومتاعبكم هو الفرق بين متاعب القاهرة ومتاعب بيروت

نحن في حياتها الأدبية نشقى شقاء لا يخطر لكم في بال، ولهذا ننتظر عطفكم علينا، ونرجو أن تترفقوا بنا ترفق الصديق بالصديق.

وزعامة مصر الأدبية عبءٌ ألقاه القدر علينا، ولولا الحياء لفررنا من حمل ذلك العبء الثقيل

أكرمونا بعطفكم، أكرمونا، لنصبر على حمل الراية في ذلك الميدان

إلى معالي الهلالي باشا

إنك تذكر أيها - الوزير الجليل - أني تجشمت السفر إلى الإسكندرية في الصيف الماضي وبيدي مذكرة أزكي بها إنشاء مدرسة ابتدائية في سنتريس ينتفع بها عشرون بلداً هناك،

<<  <  ج:
ص:  >  >>