وتذكر أني أخبرتك منذ أسبوع بما انتهت إليه تحريات مراقبة التعليم الابتدائي ففرحت وقلت: سأمضي لافتتاح هذه المدرسة بنفسي في مطلع العام الدراسي المقبل.
ومع أني واثق بأنك ستنجز وعدك، وبأني أستطيع أن أستهديك ما أريد لخير تلك البلاد العشرين، فقد جدت حالة توجب أن أسارع برفع ما يعترض هذا المشروع من العقبات. والله بالتوفيق كفيل
كانت ميزانية المعارف للعام المقبل تتضمن إنشاء خمس مدارس ابتدائية، وبهذا كان الأمل قوياً في إنشاء مدرسة سنتريس، ثم سمعت أن الوزارة عدلت الميزانية فاكتفت بإنشاء ثلاث مدارس، وخفت أن تؤجل مدرسة سنتريس، وإنما كان الخوف لأن الوزير نفسه حدثني أنه سينشئ مدرسة في الدرب الأحمر ومدرسة في بولاق، فهل تكون المدرسة الثالثة هي مدرسة سنتريس؟ ليت ثم ليت!
أنا أرجو معالي الوزير أن يتذكر أن القاهرة تنتهب حقوق الأقاليم، ثم أرجوه أن يضع حد لهذا الانتهاب، فما يجوز أن تأخذ القاهرة أكثر مما أخذت، ولا يجوز أن ننسى أن مواصلات القاهرة تعين القاهريين على الوصول إلى المدارس بأمان، ولو كانوا من أهل الدرب الأحمر أو بولاق، ولا كذلك الحال في الأقاليم، فالمواصلات هنالك في غاية من الصعوبة، ولا يتيسر الانتقال إلا مع التعب العنيف
قد يقال إن نائب بولاق يراعي أهل دائرته فيطلب إنشاء مدرسة، وإن نائب الدرب الأحمر يراعي أهل دائرته فيطلب إنشاء مدرسة، وأنا لا أعترض على مساعي هذين النائبين، فمن واجب كل نائب أن يقدم لأهل دائرته أقصى ما يستطيع من الخدمات
وهنا تظهر خطورة هذه القضية: فقد مضت عشرون سنة وسنتريس مسرح للحفلات الانتخابية، وكان كل مرشح يمنينا بأنه سينشئ في سنتريس مدرسة ابتدائية، ثم ينقضّ السامر وتذهب تلك الأماني!
لم يبق إلا أن استهدي عطف وزير المعارف على عشرين بلداً هي أخصب بلاد المنوفية، ففي سنتريس وحدها أكثر من ثلاثين شهادة عالية، وموقع سنتريس الجغرافي أجمل من موقع شبين وأظهر من موقع أشمون
أيكون من حق النواب أن يصل صوتهم إلى قلب وزير المعارف قبل صوتي؟