وأغناها مالاً وأكثرها رجالاً، وأبرعها سياسة لم تخض غمار هذه الحرب بل اتخذت لها درءاً ونصيراً من الأمم التي تتفق معها في المشرب والمبدأ والأطماع وإن أمماً صغيرة كثيرة قد ابتلعت وتقوضت عروشها. وإن كل الأمم ينشد الحليف والمؤازر في هذه الحرب القاسية؛ ونحن كما ذكرنا أمة واحدة فرقتها سياسة العصور المظلمة، والأطماع الغاشمة؛ أفلا يجدر بنا أن نتعظ ونعتبر ونسير بخطى حثيثة نحو الوحدة أو الاتحاد رائدنا الإخلاص لأنفسنا ولأولادنا
هذا أمل نرجو ألا تعصف به زعازع السياسة، وأن يبقى عليه كبار الساسة، أو يتعهدوه بالري والنماء حتى يؤتى ثمرة حلواً جنياً. (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وهو ولي التوفيق.