قرأت ما كتبه الأستاذ عبد الستار أحمد فراج في (عدد الرسالة ٨١٥) فكان من الواجب الحتم أن أتمم ما كتبه بكلمة أنقلها من مقالة للأستاذ محمد زاهد الكوثري المتخصص في هذا الشأن الخطير، لأنه كان أستاذ علوم القرآن في معهد التخصص باصطنبول:
تواترت الأحاديث في إنزال القرآن على سبعة أحرف، لكن اختلفوا في تفسيرها إلى نحو أربعين قولا، لا تعويل إلا على أقل قليل منها. قال الطحاوى في مشكل الآثار: إنما كانت السعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغاتهم، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقاً، فكانوا كذلك حتى كثر منهم من يكتب وعادت لغاتهم إلى لسان رسول الله (ص) فقدروا بذلك على تحفظ ألفاظه، فلم يسعهم حينئذ أن يقرءوا بخلافها. أهـ. قال القرطبي: قال ابن عبد البر: فبان بهذا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأنه القرآن على حرف واحد. أهـ وقد أطال الطحاوي النفس في مشكل الآثار (ج٤) في تمحيص هذا البحث بما لا تجد مثله في كتاب سواه. ومما قاله هناك إن ذلك توسعة من الله عليهم لضرورتهم إلى ذلك لحاجتهم غليه، وإن كان الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم إنما بألفاظ واحدة. اهـ
فأقامة المرادف مقام اللفظ المنزل كانت لضرورة وقتية نسخت في عهد المصطفى عليه صلوات الله وسلامه بالعرضة الأخيرة المشهورة.