يمكن أن تنهض معها فرقة بعمل كالذي يرمي إليه اسمها. واعتقد في النهاية أنها فرقة موجودة وعمل من الأعمال التي لها نظائر في بلدنا ينفق عليه لقصد عظيم لا يتحقق منه شيء كثير
أما تحقيقها الغرض الفني فكل ما يمكن الإجابة في صدده أن الممثلين يقومون بأدوارهم أحسن قيام، والإخراج لا بأس به لأنه ليس إلا نقلاً لإخراج ظهرت به في فرنسا الروايات المعربة وأكثرها منقول عن الفرنسية
جوابي عن سؤالك: هل عملت الفرقة على ترقية المسرحية المصرية وإذاعة روائع المسرحيات الغربية، هو: لا، ثم لا، وأخيراً لا، لأنه بلغ من المشرفين على هذه الفرقة (وعندهم الروايات المؤلفة) أن يؤثروا عليها الروايات المقتبسة والمنقولة ومنها السخيف وغير السخيف لسبب واحد هو أن مخرجهم أوربي، ولأن إخراج الروايات العربية ليس في مقدوره، وإخراج الروايات العصرية يحتاج إلى من يدرك دخائل الظروف المحلية، ولأن المشرفين على هذه الفرقة ليسوا كلهم ممن يشعرون تمام الشعور بالواجب القومي في هذا الزمن الأسود.
أما كونها أذاعت روائع المسرحيات الغربية، فالجواب عنه: لا يصح أن يكون ذلك مؤاخذة للفرقة لأنها لم تظهر منها إلا القليل وذلك بحكم الضرورة، فالروائع لا عد لها وهي لم تتأسس إلا منذ أربعة أعوام، على أنها تميل الآن إلى التقرب من الجمهور فهي تعطيه شيئاً من غير الروائع يستطيع أن يستمتع بما فيها من بساطة سطحية
قلت: إذن هل أنت متفائل؟
فأجاب: كلا لست بمتفائل، لأن الهمة الواجبة لمثل هذا العمل الذي تمده الحكومة بمالها وجاهها وقوتها يحتاج إلى نفوس أقوى، وأيد أشد، وعزائم غير هذه العزائم، عزائم مخلصة فعلاً ومضحية فعلاً
على أني يا سيدي وقد وضعت للمسرح ما تعلم من القصص التاريخي الكثير وغيره من القصص العصري باللغة العربية السليمة أعلن جهاراً أن المسرح المصري يجب أن يكون أولاً للشعب أي للتسعين في المائة من أهله من المصريين، أي باللغة الدارجة المهذبة ومكملة بما تحتاج إليه من الألفاظ في اللغة العربية السليمة كما نفعل الآن في أحاديثنا