الدوافع البيولوجية والعقلية. وضبط النسل كبت للغريزة الجنسية الطبيعية، لأن له نفس الأثر في تحديد السكان، كطريقة الحيوان في بقاء الأصلح. وفي الحق أن ضبط النسل الحديث ليس فيه شيء من (بقاء الاصلح) إنما يضمن حياة الأسر المحدودة! فكل أعضاء الأسر الصغيرة لديهم الفرصة ليكونوا (صالحين) لأنهم ينالون نفس العناية والغذاء كما لو كانوا موزعين في أسر أكبر.
قلنا أن الغريزة الجنسية تتلو غريزة المحافظة على النوع. فالشعور بالجوع، دافع قوي غريزي للمحافظة على النفس، ولكن الغرائز في حاجة إلى كبت - إلى حد مخصوص -، وإلا فإن الفرد يصبح نهماً أو مجنوناً جنسياً، مما يؤدي به إلى مخفر الشرطة أو مستشفى الأمراض العقلية.
إن مشكلة الحب قد راقت كثيرين من علماء النفس. فقد كان معتقداً أن الحب والكراهية ضدان. ولكن تعاليم فرويد دلت على أن لا تعارض بينهما. وما الكراهية إلا جزء من الحب. وليس هناك حب خال من شيء من الكراهية وشيء من العواطف الأخرى، التي تكون في مجموعها الحب.
ومن الثابت أن الشعور الجنسي فينا جميعا يختلف تبعاً للوقت. ولكنه لم يثبت كيف يختلف التأثير الجنسي في حياة الفرد اليومية. فليست غريزتنا الجنسية وغرائز جيراننا، هي التي تؤثر فينا فحسب، بل أن أولئك الذين لم نرهم يمكن أن يغيروا حياتنا. فالشذوذ الجنسي - في رجل مثل هتلر - قد أثر في حياته. وبالتالي في العالم أجمع.
ولما درس علم النفس كعلم، بدأ الناس يعرفون الدور الحيوي الذي يقوم به الجنس في حياة الفرد اليومية، وتنبه الباحثون إلى مسألة لها من الأهمية مثلما لدور الجنس في الحياة! وهي كيف تؤثر ظروف الحياة في الغريزة الجنسية؟ نحن نعلم أن الشخص الجائع - بصرف النظر عن حاجته للإشباع الجنسي - يهتم بمعدته أولا. ولكن ماذا عن الأم؟ لئن كانت الأم جائعة، فان شعورها وغريزتها تدفعانها إلى إطعام أطفالها قبل نفسها. ولقد قيل عن غريزة الأمومة جزء من الغريزة الجنسية. وإذا جمع الحب الخالص بين شخصين فان شعورهما نحو بعضهما يمكن أن يظل ثابتاً أمام تيار الحظ الشيء. كمثل الزوجين، يتحمل كل منهما صاحبه في السراء والضراء. ولكن حيثما كان النمو الجنسي لأحد الطرفين أو كليهما ليس