من هذا القبيل، فان تغييراً طفيفاً في الحظوظ، كفيل بانفصال الشريكين.
وإذا تحاب اثنان فانهما يتصوران أن لا شيء يشغل بالهما سوى الأفكار الجنسية. كم مليون من الرجال يرتكبون خطايا طيلة يومهم، ثم ينسونها وهم في صحبة امرأة في المساء! أن كل شيء ينسى في نشوة اللذة الجنسية. يحسب الرفيقان أن الناس قد غفلوا عنهما ولكن نقر الباب أو صوت التليفون قمين بأن يرجع بهما سريعاً إلى تعقل ما حولهما ومعرفته! ويتساءل بعض الناس: لئن كانت الحياة الجنسية عاملا فعالا في النمو العقلي، فلماذا يجتاحنا النشاط الجنسي بقوة عارمة في غالب الأحيان؟ الجواب هو أن هذا الاجتياح ضروري لإزالة العقبات التي تقف في سبيل هذا النشاط، كالخطايا اليومية.
ويحلو للكثيرين أن يقرروا أن ذوي الاسترخاء الجنسي بمولدهم في حل من الوقوع تحت السيطرة الجنسية. ولكن هذا لا يحدث فهم قد ولدوا نتيجة للجنس، ثم أن علاقته بالآخرين تتحكم فيها عقول هؤلاء. فبطريق غير مباشر يتأثرون بالحياة الجنسية.
يختلف الناس في تأثرهم بالغريزة الجنسية، فمنهم العاطفي ومنهم من يقال عنه إنه: بارد. وبعضهم ذو مثلية جنسية، والبعض الآخر يكره المرأة وقد جادت قريحة أحد العلماء بنظرية خطيرة، هي نظرية الثنائية الجنسية التي تقرر أن الإنسان يولد وفيه شعور أو ميل جنسي نحو الجنسين. وفي الفرد العادي يكون الشعور نحو الجنس الآخر متغلباً، إنما لا يختفي الشعور الجنسي نحو نفس الجنس! ومن السهل أن نتصور بالعقل تلك الحقيقة الواقعة في الجسم. فلكل رجل ثديان، وهما - قبل كل شيء - أعضاء تناسلية ثانوية للأنثى والأفراد العاديين هم الذين لهم أصدقاء من كلا الجنسين. أما عند غير العاديين، فان التوازن يختل، إما لأنهم ولدوا كذلك، أو لأن ظروفاً خارجية أوجدتهم في حالتهم هذه.
إن الوضع الاقتصادي - وهو جزء من مدنيتنا - منظم ليجعل الظروف المحيطة بجماعة، تختلف عن الظروف المحيطة بجماعة أخرى. وتأثير الوضع الاقتصادي على الحياة الجنسية لبعض الفتيات، يظهر بوضوح في عقول المومسات اللائى جعلن الغريزة الجنسية تساعد غريزة المحافظة على النفس، وتصبح تحت سيطرتها. عندهن أن البغاء هو الطريق الوحيد للارتزاق. على أنه يمكن أن نميز بينهن متزوجات!.
وبوجود الصراع المستمر في عقولن، يصعب علينا أن ندخل السرور إلى نفوسنا. ومثل