ولننتقل بالقارئ إلى مطار مصر الجديدة الحربي لنشاهد في غرفه وحظائره كيف يجب أن يتلقى الطيار مرانه وماذا يتحمل لإتقانه، فهناك في إحدى الغرف تجد مجموعة كبيرة من مدافع الفيكرز والبرن ونماذج القنابل بأحجامها المختلفة وأشكالها المتعددة وبعضها عملت فيه قطاعات عرضية وبعضها الآخر عملت فيه قطاعات طولية، فانكشف داخلها وظهر الفراغ الذي تحتوي الخلطات المختلفة من المواد المتفجرة والتي تساعد على الانفجار فإن تركيب القنابل الآن من المسائل التي تحتاج إلي التخصص سنوات طويلة، ويصل ثمن الواحدة من بعضها إلى ١٥٠٠ جنيه
تنافس على الشر
فقد تنافس المخترعون في استنباط خلطات الصلب والنحاس وغيرهما من المعادن، وأصبح لكل دولة خلطة خاصة تنافس بها منافسيها وتحرص على التفوق عليهم بها. فهناك قنابل تنفجر بمجرد اصطدامها بجسم صلب، وهناك قنابل تنفجر بعد زمن معين، وهناك قنابل عملت خاصة لاحتراق طبقات الصلب ثم الانفجار. وهناك أيضاً قنابل تغوص في لجج الماء ثم تنفجر
كل هذه الأنواع وغيرها احتاج إلى مجهود عقلي جبار وسنين طويلة ليظهر إلى عالم الوجود، ولكل نوع منها مزاياه الخاصة. وتبعاً لهذه المزايا اختلف التركيب واختلفت المواد المستعملة، وجميع هذه المتفجرات يستعملها الطيار. فإذا جاز له أن يجهل دقائق تركيبها فلا أقل من أن يعرف مميزاتها وطرق استعمالها والمدى الذي تصل إليه ثم تأثرها بالعوامل الجوية إذا أطلقها أو إذا تركها بدون استعمال
قتال الطائرات
والقتال الجوي بالطائرات نوعاًن: الأول باستعمال المدافع السريعة الطلقات، والثاني بإلقاء القنابل ولكل منهما دروسه وتمريناته. وبعض المدافع يطلقها الطيار بالضغط على زر مثبت على عصا القيادة فينطلق المدفعان الجانبيان في وقت واحد، وهما يثبتان عادة في الطائرات المصرية فوق عجلتي الطائرة بحيث تتقابل طلقاتهما أمام مقدمة الطائرة وعلى