بعد ٢٠٠ ياردة منها. فإذا أراد الطيار أن يهاجم عدواً ويطلق عليه مدافعه السريعة الطلقات فإنه يجب أن يحول مقدمة طائرته إليه. إذ لا يستطيع أن يتحكم في مدافعه بغير هذه الوسيلة
ولهذا كان استعمال هذه المدافع من الأمور الصعبة. وتزود طائراتنا عادة بمدفع ثالث خلف مقعد الطيار ويديره محارب خاص.
وهذا المدفع يتجه إلى عدة اتجاهات فيستطيع المقاتل أن يصوبه إلى الوضع الذي يلائمه. ويركب هذا المدفع على إطار مستدير حول مقعد العامل فيدور إلى الخلف وإلى الجانبين ولكنه لا يتجه إلى الأمام إذ في المنطقة الأمامية مقعد الطيار ويخشى أن تستولي حمى القتال على العامل فتنطلق من مدفعه رصاصة تقتل الطيار فتتحطم الطائرة ويهلك العامل أيضاً
١٠٥٠ طلقة في الدقيقة
وتمكن الإنجليز في الحرب الحالية من تجهيز طائراتهم بثمانية مدافع سريعة الطلقات حتى أصبحت طائراتهم أشبه بقلاع جوية. ويجب على الطيار ألا يطلق هذه المدافع باستمرار عند اشتباكه مع طائرات الأعداء فبعض هذه المدافع يطلق ١٠٥٠طلقة في الدقيقة فإذا استمر الطيار على إطلاق المدافع مدة طويلة فإن ذخيرته تنفد ولاسيما إن المدافع بعيدة عن متناول يده فلا يستطيع تعميرها. أضف إلى ذلك أن استمرار الضرب يرفع حرارة المدفع مما قد يؤدي إلى تلفه؛ ولهذا فإن الطيار يطلق مدفعه ثانية تقريباً ويستريح ثانية أخرى
ويجب على الطيار أن يدرس هذه المدافع دراسة جيدة حتى يستطيع إصلاح ما قد يطرأ عليها من خلل، ولهذا فإن كل طيار يعرف أنواع العطب التي قد تطرأ على كل منها ويعرف كيف يعالجها بسرعة. فإذا سألت أحدهم عن الخلل الذي قد يصيب مدفع البرن مثلاً قال أربعة وذكرها هي وطرق علاجها
مدفع التصوير
وللاقتصاد في النفقات يستعمل الطيار في تدريبه ما يسمى مدفع التصوير وهو لا يطلق رصاصاً ولكن يسجل على شريط تصويري مقدار إحكام الإصابة. ويثبت هذا المدفع عادة