للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الغازيت. أما الذي قرأته عنه فهو أنه أديب أيرلندي له مسرحيات ودواوين شعر وأقاصيص وروايات، ويبلغ عدد كتبه العشرين، وأسلوبه من السهل الممتنع. وهو رحالة ومن هواة الصيد، وقد قضى معظم الشباب في الجندية وعمره الآن قد تجاوز الستين.

اشترك في حربين: حرب البوير والحرب العظمى. وجاب أقطار العالم في رحلاته، وقلما استطاع البقاء أمداً طويلاً في مكان.

ومن غريب أمره أنه لا يستطيع مزاولة التأليف راحلاً، ولا الرحلة ولديه موضوع يشغله بالتأليف. ويقول إن حياتيه: الروحية والجثمانية ليستا على ائتلاف، فهو يطلق لكل منهما العنان، حتى إذا فرغ من رحلة له عاد إلى وطنه، فاستجم وترك لخواطره متنفساً من يراعه خلافاً لبعض الكتاب الذين يجمعون الجذاذات في أثناء الرحلات، أو يدونون فيها بعض الخواطر أو المعلومات. وهو يقول في حديثه لمحرر الغازيت: إنه لا يرى في الكتابة واجباً يفرضه المرء على نفسه وينقطع له، وأنه لا يرى للكاتب أن يكتب سواء أكان لديه أفكار أم لم تكن لديه.

وحاول المحرر أن يستدرجه للحديث عن وطنه أيرلندا فأبى أن يخوض في ذلك الحديث. ويعرف القراء أن تلك البلاد لم تشترك مع إنكلترا في حربها الحاضرة؛ ولكن هذا اللورد الذي بقى في أيرلندا حتى شهر أغسطس الماضي قد رحل عنها إلى لندن وتطوع جندياً في الجيش الإقليمي (الجيش المرابط) وعدده في إنكلترا مليون وسبعمائة ألف لعل فيهم الكثير من هذا النوع.

ولما سئل عن رأيه في الحرب قال إن هتلر قد خسرها، لأنه أراد تحطيم روح الشعب البريطاني فأخفق، ولن يستطيع تحطيم تلك الروح بعد ثباتها ستة أسابيع على قنابل الغارات الجوية.

وهو يرى أن الحرب ضرورة لا بد منها كتناول الطعام وشرب الماء ما دام بعض الأمم يسبق البعض في اطراد النمو من ناحيتي الثروة وعدد السكان، فلا مناص من الحرب، لأن الذين تضيق بهم بلادهم لا بد لهم من طلب التوسع فتكون الغزوات وتكون الحروب، ولا يرى في الإمكان تدبير وسيلة للاحتفاظ بالسلام.

قال: (بعد الحرب الماضية اجتمع العقلاء من مختلف الدول في مدينة جنيف وحاولوا إيجاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>