وفي آخر القرن التاسع كما حقق الإمام رجع من مكناس إلى فاس مدينة الآباء والجدود أول قادم منهم وهو الشريف محمد بن قاسم بن عبد الواحد ونزل بحي عقبة بن صوال وبقيت بها منهم فرقة انقرضت في أواخر القرن الثاني عشر وهم أولاد الشريف أحمد بن علي بن أحمد ولم تزل فاس عشهم إلى الآن سوى أفراد اختاروا السكنى بغيرها من مدن المغرب وآخرين طوح بهم الزمن إلى السنكال وصعيد مصر ودمشق
وكان أسلافه في كل هذه المدن التي حلوا بها كقبائل زواوة وتلمسان وضواحيها وشالة ومكناس الذروة والسنام لشهرتهم بينهم بالدين المتين والتقوى والعلم والفقه والشرف المتواتر
قال ابن خلدون في مقدمة العبر على شرف بني ادريس - وآباء الإمام منهم - إنه قد بلغ من الشهرة والوضوح مبلغاً لا يكاد يلحق ولا يطمع أحد في دركه إذ هو نقل الأمة والجيل من الخلف عن الأمة والجيل من السلف
وقال العلامة القاضي محمد الطالب أبن الحاج في نظم الدر واللآل: واشتهر هنالك - زواوة أولاده - الملك الكتاني يحيى - بصراحة الشرف، وظهروا ظهور النار على الشرف. قال ثم انتقلوا من زواوة إلى بني الحسن من عمالة ومنها لمكناسة الزيتون وكان لهم فيها الصيت الشهير بصراحة النسب وعلو المكانة وعظيم الحظوة عند ملوك بني مرين، ومنها انتقلوا إلى فاس ومن لدن انتقلوا إليها وأهلها يعظمون قدرهم، ويعدون في المحافل فخرهم، ويثبتون تواتر شرفهم ويتنافسون في مصاهرتهم، ويتفاخرون بمجاورتهم ومصاحبتهم