عنه مؤرخ الجزائر الأستاذ احمد توفيق المدني: هو من أجمل وأبدع مساجد القطر الجزائري. ومنها مدرسة سيدي الكتاني التي بجانب المسجد قال عنها المؤرخ المدني: ولا تزال إلى يومنا مدرسة علم. وذكر في النبذة أن لها أوقافاً وناظراً ومدافن لبعض أهل العلم
وبما سقت من النقول والأدلة على إمارة الكتاني يحيى يظهر خطأ العلامة القاضي محمد الطالب ابن الحاج إذ يقول عنه في كتابيه الأشراف ونظم الدر: وكان يعرف بأمير الناس مع كونه لم تتقدم له ولاية إذ لم أقف على من ذكره من الأمراء. وإذا علمت أن حجة القاضي بن الحاج في نفي الإمارة عن يحيى إنما هي عدم وقوفه على من ذكره من الأمراء علمت وهن هذه الحجة بوقوف غيره على من ذكره منهم كابن جزى الكلبي والمقري والشريف المدغري - وكلهم أقدم منه - وغيرهم ممن نقل كلامهم؛ على أن قول القاضي: ولعل ذلك - يعني شهرة يحيى بالكتاني - لظهور الخباء من الكتان أيام إمارة بعض أسلافه ما يشعر باضطرابه في نفي هذه الأمارة إذ المعروف عند كافة من أرخ للعائلة - وهم كثير سيأتي ذكر بعضهم - أن يحيى هذا هو أول من استبدل خيام الصوف والشعر بالكتان أيام إمارته هو لا إمارة بعض أسلافه كما يزعم بن الحاج ويؤكده إجماع المؤرخين - وبن الحاج منهم - على أن يحيى بن عمران أول من لقب بالكتاني لهذا السبب
وفي بحر القرن السادس في دولة السلطان المرشد عبد المؤمن ابن علي الموحدي رحمه الله رجع أسلافه من زواوة إلى المغرب الأقصى واستوطنوا مدينة شالة وقيل بل استوطنوا قبيلة بني الحسن، ووفق الإمام في النبذة بين القولين بأن قبيلة بني الحسن كانت إذ ذاك من عمالة شالة فهي في حكم المحل الواحد. وهو توفيق وجيه، وتسمية الممالك باسم قواعدها استعمال شائع بين كل الناس منذ القدم، ويجوز في النبذة أن يكون الراحل الأول من زواوة هو الشريف محمد بن عبد الله بن هادي بن أمير الناس الكتاني يحيى وأن يكون ولده الشريف أبا بكر حفيد حفيد الكتاني الأمير
وفي سنة ٦٥٦ أو ٦٥٤ كما ذكر جماعة من المؤرخين، وقال الشريف الفضيلي سنة ٦٦٦ أو ٦٦٤ انتقل أسلاف الأمام رحمه الله من شالة إلى مكناسة الزيتون، وأفاد مؤرخ لا أعرفه! إن المنتقل الأول إلى مكناسة هو الشريف موسى بن أبي بكر بن محمد
واشتهر منهم بهذه المدينة علماء أجلة وفقهاء مهرة وعارفون كبار ترجم لبعضهم مؤرخ