للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والرواية حكاية شاب طبيب يدعو الناس بحرارة إلى اعتناق مبادئه التي يؤمن بها، وهي تتلخص في أن البنين آفة الزواج، وأن كثرة الأولاد مسغبة وفقر، وأن منع الحمل يساعد على الزواج المبكر، وأن تربية النسل متعة يجب أن تقتصر على الأغنياء، وأن تكرار الولادة خطر على صحة الأم، وأن لابد من تنظيم الحمل، ومن إيجاد مركز لرعاية الطفل، ومن فرض ضريبة على العزاب

وهذا الطبيب صاحب هذه (التشكيلة) من المبادئ له أنصار من الفتيات اللواتي يستمعن إلى القائل لا إلى ما يقول، وله معارضون ممن تعلموا في مدرسة الزمن أن مثل أقواله هراء في هراء، والطبيب هذا يحب ابنة عمه ويرغب في الزواج منها؛ غير أن والدها يمانع في هذا الزواج ويصرح باستحالته للطبيب، وقد حضر ليطلب يدها من والدها، لأنه قد اتفق مع عمه على تزويجه بابنته، والفتاة تصغي إلى نصيحة أبيها ولا تلتفت إلى عواطف الشباب ونزواته وتقبل أن تتزوج من عم الدكتور وترفض الدكتور نفسه وتجابهه بهذا الرفض

وإذ يسمع الطبيب بانصياع الفتاة لأقوال أبيها ورضاها بالزواج من عمه الهرم يهرب من المدينة ويذهب إلى إنجلترا في بعثة يعود منها بعد خمس سنوات فيجد أن عمه قد مات وأن زوجة عمه رزقت غلاماً منه قد ورث كل ما تركه

استيقظ الحب الهائج في نفسه فعاد يطلب الزواج من أرملة عمه على الرغم أن لها ولداً، ولما تزوج منها أحب ولدها وصار يتمنى أن يكون له ولد من صلبه

كاشف زوجته بالأمر فناقشته في آرائه ومبادئه فأعلن تنازله عنها، واقتادها إلى طبيب أخصائي قال إن زوجته عقيم لا تلد قامت قيامة الطبيب يسائل من أين جاءت زوجته بابن عمه وهي عقيم، وثارت ثورته عليها فيلعنها ويصارحها بأنها امرأة عقيم مرذولة وأنها رضيت بالزواج من عمه لتستولي على ماله وتحرمه إياه. ويظهر أخيراً أن الولد الذي يقال إنه ابن عمه إنما هو ابنه قد استولده من فتاة خادمة أغواها وقد جاءت به جدته إلى هذه العائلة لترعاه، أما أمه فقد ماتت بعد الولادة

لقد أسميت مبادئ الدكتور بطل الرواية (تشكيلة) وقد افتن المؤلف حقاً في جعل وقائع الرواية تشكيلة تشبه (ألبوم) طوابع البريد فيه مجاميع مرتبة، هذه للدولة الفلانية، وتلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>