والواقع أن هذه النقاط التي تناولها الدكتور طه حسين في بحثه والتي تصور حالة الأدب في العالم الآن، إنما هي مستمدة من صميم الحياة الأدبية في مصر، بل تكاد تكون صورة واضحة لما يعانيه الأدب في مصر
ومعنى هذا أننا نقاسي نفس التجربة الأليمة التي يعانيها الأدب والأدباء في العالم كله، وأن الظواهر التي ننقدها في محيط الأدب المصري، ليست وقفا عليه وحده وإنما هي (ظواهر) طبيعية عامة
ويرجع كثير من النقاد والباحثين هذا إلى أثر الحرب العالمية الثانية، فقد انتعش الأدب بعد الحرب العالمية الأولى وأخذ طوراً من القوة والحيوية والجد، واستطاع الأدباء ف خلال تلك الفترة إنتاج طائفة من الأعمال الأدبية والفنية الخالدة
فلما جاءت الحرب العالمية الثانية واستمرت ست سنوات كاملة، كان من الضروري أن تكون هذه المرحلة الحرجة بعيدة الأثر في اتجاه التفكير العالمي، فقد ذاق الناس في جميع أنحاء العالم - في لا البلاد المحاربة وحدها - ذلك اللون الخانق القاتل من الحياة المضطربة المزعزعة، مما أدى إلى تحول خفي في النفسيات كان من أثره الإقبال على لون جديد من القراءة ليس دائما هو اللون الجاد، وليس أبدا هو الأدب الرفيع
ومن هنا نشأت هذه (الأزمة) التي تكتنف الحياة الأدبية والفكرية في الشرق والغرب، والتي تلخص في عجز الأدب الرفيع عن أن يكون مورداً خالصاً، وأن تظهر تلك الحيرة في محاولة الكتاب تبسيط آرائهم حتى تكون في مستوى أغلبية القراء، وكذلك قلة الإقبال على الأدب
مجلس عالمي للفنون والآداب
وقد القي الدكتور جيم توريس بودبت المدير العام لهيئة اليونسكو كلمة تضمنت النقاط الآتية:
أن وظيفة الفنان لا تقوم أساساً إلا على الاختيار ومن ثم وجب أن نوفر لها الحرية، ولا يكون لهذه الحرية من معنى إلا إذا اقترنت بواجبات عميقة
عبودية الفنان تكون على نوعين: الأول أن يكون الفنان ملزماً بالأخذ بتوجيهات خارجية عن فنه يمكن تغافلها وإلا نزل به العقاب. والنوع الأخر هو أن يتصور الفنان - وهو