للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يساير أهواءه الخاصة - أنه يتمتع بقسط أوفر من الحية فيكفر بقواعد فنه بأكمله ولا يكون مصيره إلا فشلاً فنيا

ليس عمل الفنان على الإطلاق عملاً تجريدياً، فالفنان ينتمي إلى بيئة بعينها، وتقليد بعينه، وعصر بعينه، وبلد بعينه، وكل هذا يجعل العمل الفني على صلة وثيقة بالتطور الفكري والنظم السياسية والاجتماعية

وقد طالب مدير اليونسكو بضرورة إنشاء مجلس عالمي للفنون والأدب يناط به توفير المساعدة والتعاون بين الفنانين المبدعين من الدول جميعا وله الآن أكثر من نواة، مثل نادي القلم والمعهد الدولي للمسرح والمجلس العالمي للموسيقى، وجمعيات المهندسين، ولا ينقص هذه العناصر إلا جمعية للفنون البصرية واليدوية

أرستقراطية الثقافة

تقوم دار الكتب المصرية بطبع عدد كبير من المؤلفات الأدبية القديمة، التي تعد من أمهات الأدب العربي

كما تقوم الإدارة الثقافة بالجامعة العربية بتصوير ألوف المخطوطات العربية النادرة في العالم

وكانت بعض البعثات قد قصدت في العام الماضي إلى سانت كاترين في شبه جزيرة سينا لتصوير المخطوطات الأدبية والفكرية هناك

إن هذه الهيئات لا تعترف إلا بعدد من كبار الكتاب وكبار الباشوات السابقين فتهدي إليهم هذه المؤلفات لتوضع كحلية بين مجموعات الكتب المجلدة الموجودة في مكاتبهم وينتهي الأمر عند هذا الحد

ولارتفاع ثمن هذه المؤلفات، وعدم وجود طبعات شعبية منها لا يتيسر مطلقاً لشباب الأدباء - وهم على كثرتهم فقراء لا يملكون قوت يومهم - أن يحصلوا على هذه المؤلفات أو يقرءوها!

وهذا ولا شك لون من أرستقراطية الثقافة، نرجو أن نتخلص منه في العهد الجديد، وأن نعمل على تيسير هذه الثقافة وهذه الألوان الأدبية حتى نجعل في ميسور كل مثقف الحصول عليها

<<  <  ج:
ص:  >  >>