أن تؤلف لهم روايات تمثيلية أخلاقية يحفظون أدوارها ويقومون بتمثيلها.
ويجب كما قلنا أيضاً أن يكلف التلاميذ بنخل دواوين الأدب واختيار أحسن ما يقرؤون، وأن تعطى درجات لمن قام بعمل ذاتي في أيام العطلة الصيفية في الحفظ والمطالعة.
أما مرحلة التعليم العالي فهي كمرحلة التعليم الثانوي في الحفظ والمطالعة والقواعد، ولكن يجب أن يتعمق في درس هذه القواعد، وفي بحث أصولها وفي الموازنة بين مذاهب العلماء فيها
فأما خلق جو عربي في المدرسة أو في دروس اللغة العربية خاصة لا يتكلم الطلاب والمدرسون فيه إلا باللغة العربية، وتكليف التلاميذ بكتابة موضوعات ينشئونها فقد سبقت الإشارة إليها فيجب أن تدخل في البرنامج الجديد لتعليم اللغة.
وينبغي أن يعلم أن تكليف التلاميذ بموضوعات ينشئونها ليس لغواً في طريقتنا كما هو لغو في الطريقة الأولى، لأن الطريقة الأولى كانت تكلفهم الإنشاء وليس عندهم معاني يكتبونها لقلة ما يطالعون وما يحفظون، وليست عندهم ملكة اللغة العربية - أما في الطريقة الحديثة فهي تكلفهم الإنشاء وعندهم معان خلقتها والحفظ والاطلاع على آراء العلماء، وهي تكلفهم وقد رسخت في نفوسهم ملكة اللغة بالحفظ والمطالعة والحديث، وسيسر ذلك المعلمين ويجعل الدرس لذيذاً لأنهم إذ يصححون كراسات التلاميذ في الإنشاء لا يطلعون على لغو من القول يقضي العين ويغثي النفس كما كان في الماضي؛ بل يطلعون على أقوال لها حرمتها ومكانتها إذ هي بنت المطالعة الكثيرة والدرس الطويل.
ذلك أسلوب نراه كفيلاً بكل ما نريد من رقي لغوي وبياني لأنه كفيل بتكوين الملكات في اللغة والبيان، وبهذه الملكات تفهم اللغة وتتذوق أولاً، وتفهم أصولها وقواعدها ثانياً، ونراه كفيلاً أيضاً بإمتاع المتعلم وإلذاذه، وكفيلاً بفائدته وخيره.
فأما إمتاع التعليم بهذه الطريقة فإنها تعلم اللغة بآداب السالفين، وحكم الماضين، وبالأشعار البليغة، والخطب الفصيحة، وتواريخ الأمم، وفي كل ذلك غذاء للعقل، وإرضاء للقلب، وإمتاع للعاطفة؛ والمرء يسر ويأنس للخبر الغريب، والنادرة الطريفة، والحكمة النافعة، والمثل السائر، والجواب المسكت، والقول السديد، والرأي الحميد، وهذا كل جعل في الطريقة الحديثة مادة لتعليم اللغة، يطالع فيه، ويحفظ منه، والقول إن كان بليغاً، والمعاني