هندام مرتب (بذلة رصاصية اللون، وتزلك من الجلد الأسود حول الساقين) يعنون أشد العناية بالقيام بواجباتهم، ويلحظون الزوار الأجانب باهتمام ورفق.
استفسرت عن السر في هذا من وزارة السياحة، فأخبرت أن رجال البوليس الذين في العاصمة، والذين هم في أماكن الاصطياف منتقون من أحسن الرجال وأحسن العائلات، وهم متعلمون، وأغلبهم يتكلمون لغات أجنبية (كالإنجليزية والفرنسية والطليانية) لقنوا كثيراً من الآداب العامة، ويحسنون تطبيقها عملياً في معاملة السياح والناس عموماً. تصدر إليهم أوامر وتعليمات مشددة من رئيس البوليس، وهو رجل مشهود له بالكفاية متمرن على هذا العمل من زمن طويل، واشتغل في سراي جلالة الملك مدة.
استطلعت رأي بعض السيدات في مقدار إقبال الأم اليونانية على إرسال أولادها إلى مدارس البوليس والتجنيد، فعلمت أنهن يفخرن أن يقوم أولادهن بهذا العمل الشريف. والإقبال على الكشافة عظيم؛ ولقد يسر المرأة المصرية أن تعلم أن ليس باليونان أولاد متسكعون في الشوارع، فإن المسيو متكساس رئيس الحكومة اليونانية أمر بانضمام جميع الأولاد المتعطلين والمتشردين إلى فرق الكشافة، وهم يتعلمون بذلك النظافة والنظام، وقضاء مصالحهم بأنفسهم، وفي الوقت نفسه يكوّنون جيشاً يسير في سبيل النظام وحماية وطنه.
الفتيات اليونانيات والكشافة
للفتيات فرق منظمة، وزيهن هو الزي الكحلي اللون مع حزام أبيض رفيع وأربطة رقبة بيضاء، وأغطية الرأس نوع يشبه الفيصلية العراقية كحلية اللون عليها دبوس ذهبي من الأمام.
أما الأحذية فكانت صيفية منوعة. وحركات الفتيات والفتيان ليست على جانب كبير من الخفة والأناقة، عكس ما اتصف به رياضيو اليونان القدماء
لا يمكن لزائر بلاد اليونان التغاضي عما يلحظه من سمات الجد على وجوه الناس هناك، وتقدير الوقت، حتى لقد يظهر على أجسامهم نوع من الإجهاد البدني والفكري في سبيل العيش. . .
إذا سار الرجل في الشارع لا يحمل عصا من أي نوع في يده وإنما يحمل بعضهم السبح،